السبت، 8 فبراير 2025

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي


 

الله ربِّي

لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ....

ولغيرِه مهما علا لا أركعُ

هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي  ....

منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ

أهفو إلى لقياه كلَّ لحيظةٍ ....

وإلى نعيمِ جوارِه أتطلَّعُ

في قُربه يلقى الفؤادُ مسرَّةً ....

والرُّوحُ تنعمُ بالطَّهارةِ تمرعُ

فوصالُه المنشودُ سرُّ وجودِنا ....

 وبنورِ مجدِ جلالِه نتمتعُ

                        *   *   *   *

من عالمِ المجهولِ جئتُ إلى الدُّنا ....

وحملتُ في ذاتي حنيناً للرجوعْ

طُبعتْ على أختامِ روحي بصمةٌ ....

 قدسيَّةٌ سيماؤها تلك الربوعْ

فطويتُ أسفارَ الوجودِ بلهفةٍ ....

والشَّوقُ يذكو لاهباً بين الضُّلوعْ

متعجِّلاً ذاك الإيابَ وعودتي ....

لأرى أصيحابي وأهلي والجموعْ

فيلفُّنا فرحُ اللِّقاءِ وننتشي ....

جذلاً وتغمرنا السَّعادةُ والخشوعْ

                       *  *  *  *

زيفُ الحياةِ بريقُها وسرابُها ....

 وهمٌ يشلُّ مداركَ الإنسانِ

فتراهُ يخبطُ في متاهاتِ المنى ....

متهالكاً في عشقِها متفاني

فيعبُّ من عَكَرِ الرِّغابِ ويغتذي ....

 بصديدِها من فضلةِ الأبدانِ

حتى إذا ما أتخمَتْه برجسِها ....

 يصحو من الزيغانِ والغثيانِ

ليرى الحياةَ توهُّماً وخديعةً ....

 من مهدِها وإلى نِدا الأكفانِ

حكمت نايف خولي

حواء تسائل ربها ......... الشاعر حكمت نايف خولي


 

حواء تسائلُ ربَّها

كانت هناك تنوحُ تلطمُ وجهَها

وتدبُّ كالمعتوهِ ما بين الخرابْ

كانت ْ تؤوهُ وتشتكي ظلمَ الورى

وتئِنُّ من بطشِ الذِئابْ

حواءُ تخبطُ في الظلامِ جريحةً وذليلةً

لتفُرَّ من عضِّ الوحوشِ وتتَّقي نهشَ الكلابْ

كانت تولولُ تستجيرُ بربِّها

من عالمِ الأنذالِ في غابِ الرجالْ

غابِ التَّوحُّشِ والرذيلةِ والتَّهتُّكِ والفجورْ

مرمى العفونةِ والنَّجاسةِ والقُمامةِ والزبالْ

وتُساءلُ الأكوانَ والآبادَ والأزلَ العتيقْ

ألأَّنَّني أُنثى أرقُّ من النَّسيمِ ...أشفُّ من نورِ الصباحْ

قد صيَّروني عبدةً وأسيرةً

أمةً ومن نسلِ الرَّقيقْ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وغدوتُ كبشاً للفِداءِ وصارَ لحميَ للرجولةِ مُستباحْ ؟؟؟؟؟؟؟

ألأنَّني أنثى ورمزٌ للمحبةِ والحنانِ

ونبعُ كلِّ وداعةٍ تُمسي العذوبةُ سلعةً وطريدةً

للأدنياءِ من الرجالِ الساقطينْ ؟؟؟

رباهُ كيف خلقتني ورميتني في عالمِ الرِّجسِ اللعينْ ؟؟؟

وجعلتني أمَةً تُباعُ وتُشترى بالفلسِ والدينارِ

في سوقِ الضِّباعِ الهازئينْ ؟؟؟

فأنا الأنوثةُ واللطافةُ والشفافةُ كيف تقذفني إلى

دنيا التَّبذُّلِ والتَّفسُّخِ والعداءْ؟؟؟

من عالمِ الأنوارِ جئتُ إلى متاهاتِ الفجيعةِ والشقاءْ

أحقيقةً يا ربُّ أنك خالقي ؟؟؟

وشرعتَ لحميَ للكلابِ وللذئابْ ؟؟؟؟

أنت العدالةُ والمحبةُ والحنانُ فكيف

ترضى لي المذلَّةَ والعذابْ ؟؟؟؟

أنت الذي خلقَ الذُّكورةَ والأنوثةَ توأمين

وشئتَ أن يتوحَّدا في واحدٍ

ويُمجِّداكَ كواحدٍ فلِما التَّفرُّقُ والتَّمايزُ

في الشَّرائعِ والمصيرْ ؟؟؟؟

ولما أقاسي كلَّ ألوانِ الكوارثِ والأسى

أُشوى وأُحرقُ في براكينِ السعيرْ ؟؟؟

ربَّاهُ إنِّي قد رفعتُ ظلامتي للحاكمِ الأعلى

 لربٍّ عادلٍ يقضي ويحكمُ منصِفاً

هو خالقٌ للكلِّ جبّأرٌ قدير ......

من قبلي حكمت نايف خولي

الناس حولي ......... الشاعر حكمت نايف خولي


 

الناسُ حولي

اُحِسُّ بأنَّني في الأرضِ ظِلٌّ.....

 وطيفٌ هائِمٌ حلُمٌ أَفولُ

غريبٌ في ديارٍ لستُ منها .....

أسيرُ الشَّوقِ توَّاقٌ عليلُ   

وحولي النَّاسُ في خبَلٍ وتيهٍ.....

حيارى في ضَياعٍ لا يحولُ

سكارى يخبطونَ بدون هدْيٍ.....

على أبصارِهمْ غَبشٌ ثقيلُ

وفي أفهامٍهمْ شلَلٌ وعَجزٌ  .....

 وكَلٌّ في البصيرةِ لا يزولُ

ففي الأمواجِ تحملُهم سفينٌ .....

إلى الأغْوارِ والمجْرى طويلُ

وتقْذُفهمْ بأعماقِ الدَّياجي .....

 فحيثُ النَّوحُ والألمُ الوبيلُ

صِراعُ العيشِ يمسَخهمْ وحوشاً.....

 وفي الهيجاءِ كلُّهمُ القتيلُ

جُسومُهمُ الوليمَةُ والنَّدامى .....

 وخمرَتُهم دمٌ منهم يسيلُ

وُيفسِدُ روحَهم نهمٌ جَموحٌ .....

 إلى الشَّهواتِ فتَّاكٌ مَهولُ

فمن أفواهِهم ينسابُ سِحْرٌ .....

 ودفءُ مشاعِرٍ ودٌّ جميلُ

ورِقَّةُ معشَرٍ ونَديُّ قولٍ .....

 ولكن في الخَفا غدْرٌ أثيلُ

قلوبُهمُ الخبيثَةُ في ضلالٍ.....

وفي شرٍّ وحقْدٍ لا يميلُ

فبالأقوالِ عُبَّادٌ كِرامٌ .....

 وأخلاقٌ وإدراكٌ جليلُ

وبالأفعالِ أوغادٌ لِئامٌ .....

 زناديقٌ فخِسٌّ أو سَفيلُ

فلا تأْمنْ لمدَّاحٍ كذوبٍ.....

 دنيءِ النَّفسِ نمَّامٍ يغولُ

 ولا ترْكُنْ لخِلٍّ أو عشيرٍ .....

 فأهلُ الخيرِ في الدُّنيا قليلُ

من قبلي حكمت نايف خولي

إلى المجهول ......... الشاعر حكمت نايف خولي


 

إلى المجهول

من المجهولِ جئتُ إليه أمضي .....

وأحملُ حَيرتي وصدى شجوني

أسيرُ إلى النِّهايةِ باشتياقٍ .....

لأخبُرَ في حقائقِها ظنوني

سئِمتُ العيشَ في الأوهامِ عمراً .....

تَقضَّى في الشُّكوكِ وفي اليقينِ

وصرتُ مبعثراً في كلِّ رُكنٍ .....

فلا أدري يساري من يميني

وأبحرَ زورقي في كلِّ يمٍّ .....

وغُصتُ بمِعولي في كلِّ دينِ

أُنقِّبُ في السرائرِ والخفايا .....

وأجلو ما تَخفَّى في الدُّجونِ

وأغرُفُ ظامِئاً من كلِّ نبعٍ .....

تحدَّرَ صافياً عبْر السِّنينِ

وكم جمحَ الخيالُ بلا عِنانٍ .....

 وأسرفَ في التَّبحُّرِ والجنونِ

عسا المجهولُ يُلمحُ لي بومضٍ .....

يُنيرُ حوالِكَ القلبِ الحزينِ

فلا الغيبُ الأصمُّ أبانَ شيئاً .....

 ولا الإبحارُ كحَّلَ لي عيوني

وبُتُّ بمصهرِ الأضدَّادِ جمراً .....

 توهَّجَ صافياً من كلِّ شَينِ

وإذْ بالرُّوحِ تومضُ من بعيدٍ .....

 لتُنبِئَنا عن السِّرِّ الدَّفينِ

عن السِّرِّ المُخبَّأِ في حِجابٍ .....

من الألغازِ في غورٍ حصينِ

فسرُّ العقلِ ينأى في ضبابٍ .....

تلبَّدَ آخذاً صورَ اليقينِ

نُجازفُ إذْ نقاربُه بنورٍ .....

ونُخطيءُ إذْ نشابهُه بطينِ

فجوهره سنىً حرٌّ لطيفٌ .....

يُعايشُ هيكلَ اللَّحمِ الثَّخينِ

يُفارِ قُه إذا ما انحلَّ يوماً .....

ويخلُدُ بين أطيافِ اللحونِ

حكمت نايف خولي

من قبلي

الاثنين، 27 يناير 2025

ارتل لحن اشواقي ............ الشاعر حكمت نايف خولي


 

أرتِّلُ لحنَ أشواقي

أمدُّ يدي إلى المجهولِ أفتحُ بابَ مخبئهِ

وأكشفُ سِفرَ أيامي

عسى الأقدارُ تُنبئني

عن المكتوبِ في أوراقِ رِحلتنا

إلى شطآن أحلامي

إلى الآفاقِ أرنو ظامئاً لهفاً

لأحفرَ في مآقيها

وأنقشَ صورةَ الآتي

وأرسمَ طيفَ من أهوى ،

على أهدابِ ذاكرتي، بأنَّاتي وآهاتي

وأكتبَ فوق جفنِ النُّورِ

قصَّةَ حبِّيَ المجنونِ يخفقُ فوق غيماتِ النِّهاياتِ

أرتِّلُ لحنَ أشواقي

على أوتارِ قيثارٍ صنعتُه من صباباتي

وكوخي صُغتُهُ عبقاً

يفوحُ من الجوى المحمومِ توقدهُ خيالاتي

إلى الآفاقِ أُرسلُ صيحةَ المذبوحِ تحملُ في ثناياها

وفي طيَّاتِ شكواها

حنيني اللآهثِ الباكي إلى جنَّاتِ لُقياها

وأحملُ سلَّةَ الآلامِ طافحةً بأحزاني

ونارُ الشَّوقِ تلفحني وتشويني

بألوانِ العذاباتِ .

أنا والكوخُ في لهفٍ

نعيشُ، نعانقُ الذِّكرى

نداعبُها بتحنانٍ ونغسلُها بأدمعِنا

ونسقيها ،

فتغمرُنا لُحيظاتٌ من الغيبوبةِ السَّكرى

وفي حُمَّى ابتهالاتي

أرى الآفاقَ قد فُتِحتْ وصوتٌ دافىءٌ ولِهٌ

يناديني ويدعوني

فأمخرُ بحرَ أشواقي

على سبحاتِ أشرعتي وموجاتي

إلى أحضانِ من أهوى

أنالُ بقربها وطري ولذَّاتي

أحقِّقُ صفوَ ما أبغي وأترعُ كأسَ غاياتي

حكمت نايف خولي

العيش منعزلا ......... الشاعر حكمت نايف خولي


 

العيش منعزلاً

في الغابِ في رُكنها المستورِ بالشَّجرِ...

في هدأةِ اللَّيلِ في تنهيدةِ السَّحرِ

حملتُ أشجانَ روحي مُنهَكاً تَعباً ...

 والحزنُ يسفعُني بالهمِّ والكدرِ

ولجتُ مكتئِباً غاراً تؤانسُني ...

 أصداءُ وحشتِهِ عن معشرِ البشرِ

أسلمتُ نفسي لصمتِ اللَّيلِ يَغسلُني ...

من كلِّ خاطرةٍ طافتْ بها فِكَري

جرَّدتُ قلبي من الأوهامِ فانكشفتْ ...

خلف السَّرابِ صحارى التِّيهِ والسَّدرِ

تفاهةُ العيشِ تُضني الفكرَ تجلدُه ...

وتحجرُ الروحَ في زنزانةِ الخدرِ

تُلبِّدُ الوعيَ والإدراكَ تُرهِقُه ...

والمرءُ يُمسي عديمَ الحسِّ كالحجرِ

وتحجبُ النورَ عن أبصارِنا فإذا ...

مطامعُ الكسبِ أسمى غايةِ الظَّفرِ

غدرٌ وحقدٌ وأضغانٌ وشيطنةٌ ...

قدحٌ وذمٌّ نِفاقٌ غيرُ مستتِرِ

ويصبحُ النَّاسُ أشباحاً تحرِّكُهم ...

 نجاسةُ العهْرِ والإفسادِ والضَّرَرِ

في لُجَّةِ العمرِ ينسى الخِلُّ صاحبَه ...

 يَضيعُ في زحمةِ الأهواءِ والوطرِ

في معبدِ الرَّغباتِ الشَّرُّ قِبلتُهُ ...

يجودُ بالكلِّ قرباناً إلى سَقرِ

ويوجزُ الكونَ في ذاتٍ مضخَّمةٍ ...

توهِمهُ صارَ ربُّ الكونِ والقدرِ

يا من تُعيبُ عليَّ العيشَ منعزلاً ...

إنِّي أرى أخلصَ الخلاَّنِ في الشَّجرِ

أغنى المنازلِ غارٌ أستريحُ به ...

 وأحتمي من فضولِ النَّاسِ والهذرِ

ألوذُ بالغابِ مأوىً أستجيرُ به ...

من ربقةِ الرِّجْسِ في المستنقعِ القذرِ

فالعيشُ بين الورى عبءٌ وتهلكَةٌ ...

فاربأْ بنفسِكَ عن دوَّامةِ الخطرِ

ففي الطَّبيعةِ تلقى الرُّوحُ غِبطتَها ...

والنَّفسُ تَطهرُ بين الطَّيرِ والزَّهَرِ

والقلبُ يصفو من الإغواءِ من فِتَنٍ ...

تُرَوِّجُ الشَّرَّ في شتَّى من الصُّورِ

والفكرُ يسمو بعشقِ اللهِ مرتفِعاً ...

فوق الضَّلال ِ وفوق الزِّيفِ والصِّغَرِ

حكمت نايف خولي

الكون العجيب ...... الشاعر حكمت نايف خولي


 

 

الكون العجيب

دعوني أحضنِ الكونَ امتناناً ....

 ففي طياتِه الخيرُ العميمُ

وأحمدْ من أشعَّ النورَ فيه ....

سماواتٍ تزيِّنُها النُّجومُ

وأشكرْه على ما بثَّ فيه ....

مواردَ من مناهلِه تدومُ

وفيه كلُّ ما نصبو إليه ....

 من الخيراتِ قدماً أو نروم

وفي أحنائِه الإيثارُ يسري ....

 يسودُ الودُّ والخلقُ السَّليمُ

يسوِّرُه الحنانُ بطوقِ حبٍّ ....

 فيزهو البرُّ والعدلُ الرَّحيمُ

ففي الكونِ العجيبِ أحسُّ روحاً ....

 تهامسُه فتنهدمُ التُّخومُ

وتنفثُ في جماداتٍ نداها ....

 فتنبلجُ الحياةُ وتستقيمُ

وتمضي في نموٍّ وانتشاءٍ ....

يوجِّهُ سيرَها عقلٌ حكيمُ

وترقى ثمَّ ترقى في اطرادٍ ....

 وغايةُ سعيها هدفٌ قويمُ

هو الإنسانُ سرُّ الخلقِ فيه ....

 وفيه ينضوي الكونُ العظيمُ

حباهُ اللهُ نوراً من سناهُ ....

وعقلاً تنضوي فيه العلومُ

وروحاً للكمالِ تذوبُ شوقاً ....

 ويجذبُ توقها العطفُ الحليمُ

وبعد جهادِها في الكونِ تنضو ....

جلابيباً يغلِّفُها الأديمُ

فتغدو حرَّةً من كلِّ قيدٍ ....

 وحول جِنانِ باريها تحومُ

حكمت نايف خولي

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...