رحمها الله
أمَّاهُ وانْتَفَضَ الأسَى بِكَياني
وتَورَّمَتْ مُقَلي منْ ألأحْزَانِ
وتَورَّمَتْ مُقَلي منْ ألأحْزَانِ
وخُطَاكِ أسْمَعُهَا فأرْتَقِبُ الخُطَا
وأتِيْهُ في وَجَعِي فَلاَ ألْقَانِي
وأتِيْهُ في وَجَعِي فَلاَ ألْقَانِي
أمَّاهُ والذِّكْرَى تُلاَحِقُ مُهْجَتِي
والهَمُّ منْ ألمِ الفِراقِ ذوَانِي
والهَمُّ منْ ألمِ الفِراقِ ذوَانِي
وأرَاكِ بَينَ مَشَاعِري مَزْرُوعَةً
وأنَامُ والذِّكْرَى عَلىَ أجْفَانِي
وأنَامُ والذِّكْرَى عَلىَ أجْفَانِي
والوجْهُ يَضْحَكُ كَالصَّبَاحِ بَشَاشَةً
والصَّوتُ هَزْهَزَ مَسْمَعِي فشَجَاني
والصَّوتُ هَزْهَزَ مَسْمَعِي فشَجَاني
فأقولُ أمي أيْنَ أنتِ فلا أرىَ
عذبَ الحديثِ ولا أرى أشْجَاني
عذبَ الحديثِ ولا أرى أشْجَاني
قالوا طواكِ الموتُ ويلَ الموتِ
هلُ تَطْويِ المنِيةُ جَنَّتي وجَنَانِي
هلُ تَطْويِ المنِيةُ جَنَّتي وجَنَانِي
أنَا لا أطِيقُ بأنْ أرىَ بيتي بلاَ أُمٍ
أيَخلُو البَيْتُ منْ وِجْدَانِي
أيَخلُو البَيْتُ منْ وِجْدَانِي
في كُلِّ نَاحِيةٍ أراكِ بها أرى
نفسي تَذوبُ بهذه الأركان
نفسي تَذوبُ بهذه الأركان
وبكُلِّ مُتَّكَئٍ جَلَسْتِ بهِ هُنَا
وبكلِّ ركنٍ من سَناكِ أرَانِي
وبكلِّ ركنٍ من سَناكِ أرَانِي
في فرشكِ الُْمُمْتَدِ حَيثُ تَرَكْتِهِ
يَشْكُو فِرَاقَكِ بَعْدَمَا أبْكَاني
يَشْكُو فِرَاقَكِ بَعْدَمَا أبْكَاني
مِنْدِيلُ رأسِكَ عِطْركِ الفلي
مِثـْ ـلِي يُتِّمَا وعَليْــكِ يَنْتَحِبَان
مِثـْ ـلِي يُتِّمَا وعَليْــكِ يَنْتَحِبَان
ويداكِ في الأسْحارِ تَنْفُض نَوْمنَا
حَباً لنَتْلو سُورةَ الرحمنِ
حَباً لنَتْلو سُورةَ الرحمنِ
وَتلِمِلمُ الأبْنَاءَ حَوْلَ مَوَائِدِ الـ ـقُرآنِ
وَالَهَفِي على قُرْآنِي
وَالَهَفِي على قُرْآنِي
وأراك والأبناء في قيلولة
كَالظِّلِّ حِينَ يَقِيلُ في الودْيَانِ
كَالظِّلِّ حِينَ يَقِيلُ في الودْيَانِ
فَيُرَفْرِفُونَ بِِشَدْوهمْ ونشيدهم
كالطَّير حِينَ يَرِفُّ في الأغْصَانِ
كالطَّير حِينَ يَرِفُّ في الأغْصَانِ
وتَطِيرِي منْ فَرَحٍ ( ببنتي)عِندمَا
حَفِظَتْ كِتَابَ اللهِ في إتْقَانِ
حَفِظَتْ كِتَابَ اللهِ في إتْقَانِ
وتَعَافُ عيْنُكِ غَمْضَهَا قَلَقاً
إذَا جَارَ الزَّمَانُ عَليَّ أو أضْنَانِيِ
إذَا جَارَ الزَّمَانُ عَليَّ أو أضْنَانِيِ
ويَظلُّ طرفك شَارِداً هل صورتْ
نَبْضَ الأمُومَةِ لوْحَةُ الفَنَّانِ
نَبْضَ الأمُومَةِ لوْحَةُ الفَنَّانِ
وتَظَلُّ أذْنُكِ تَسْمَعُ الأخْبَارَ
عنْ سَفَري القَريبِ وكم أراكِ تُعَانِي
عنْ سَفَري القَريبِ وكم أراكِ تُعَانِي
وإذَا اعْتَرتنِي كَبْوَةٌ ومَلَّمَّةٌ
أنْتِ الملاذ ُ لكَبْوَتِي وأمَانِي
أنْتِ الملاذ ُ لكَبْوَتِي وأمَانِي
وإذا نَهَضْتُ لحَاجَةٍ ومُهِمَّةٍ
عَيْنَاكِ تَرْقبُ عَوْدَتِي بِِحَنَانِ
عَيْنَاكِ تَرْقبُ عَوْدَتِي بِِحَنَانِ
أمَّاهُ كَيْفَ أعِيشُ بَعْدكِ والأسىَ يَقْـتَاتُ أحْلاَمِي وكلَ كَيَاني
والليلُ لا أجِدُ المسرَّةَ عِنْدَهُ
فالنَّجْمَةُ الكبرى بلا عِنْوانِ
فالنَّجْمَةُ الكبرى بلا عِنْوانِ
والفجرُ رَغْمَ جَمَالِهِ وعَبِيرِهِ
من لوعتي وردٌ بلا ريحانِ
من لوعتي وردٌ بلا ريحانِ
وأغِيبُ عَنِّي لا أراني حَاضِراً
وأتِيهُ عنْ نَفْسي وعن خِلاَّنِي
وأتِيهُ عنْ نَفْسي وعن خِلاَّنِي
وأهُشُّ للأصْحَابِ حِينَ أراهُمُ
والقلبُ مُنْشَغِلٌ بِموت جَنَانِي
والقلبُ مُنْشَغِلٌ بِموت جَنَانِي
أنَا لا أُعَارِضُ حِكْمَةَ البَاري ولا
حُكْمَ القضَاءِ ولمْ يَخِلْ مِيزاني
حُكْمَ القضَاءِ ولمْ يَخِلْ مِيزاني
لكـنَّ أمي نَسْمةٌ كانتْ هنَا
ما عُدْتُ ألقَاهَا ولا تَلْقَانِي
ما عُدْتُ ألقَاهَا ولا تَلْقَانِي
لكنَّ أمي رَوْضَةٌ كانتْ لنَـا
مثل الرَّبِيْعِ وزَهرِهِ الفَيْنَانِ
مثل الرَّبِيْعِ وزَهرِهِ الفَيْنَانِ
كانتْ ظِلالاً وارِفاً وسَنَابِلاً
ثَمَراً منِ الأعنابِ والرُّمَـانِ
ثَمَراً منِ الأعنابِ والرُّمَـانِ
لكــن أمي قِبلةٌ لثمتْ هنا
سجـــداتها بيتي بكل مكان
سجـــداتها بيتي بكل مكان
كانتْ إذا مَرَّ الضُّحى بجِوَارِهَا
صَلَّتْ فَصَلَّى مِثَلهَا ودعاني
صَلَّتْ فَصَلَّى مِثَلهَا ودعاني
وإذا دَجَى ليلٌ رأيتُ دموعهَا
كالمزنِ أو كالنَّهرِ في جَرَيَانِ
كالمزنِ أو كالنَّهرِ في جَرَيَانِ
والصَّبحُ يُسْفِرُ في يديهِ بَذلُهَا
ليوزعَ الإحسانَ للجــيـرانِ
ليوزعَ الإحسانَ للجــيـرانِ
أقراطها بِِِيعَتْ لتبني مَسْجِداً
والعقدُ مُرْهُونٌ لِنُصْرةِ عَانِ
والعقدُ مُرْهُونٌ لِنُصْرةِ عَانِ
وهناكَ في الأقصَى سَحَائبُ
جودهَا تُتْلىَ بِسَمعِ الدَّهرِ والحَدَثَانِ
جودهَا تُتْلىَ بِسَمعِ الدَّهرِ والحَدَثَانِ
كانتْ سَوَاعِدُ خَيْرَهَا مَمْدُودَةً
تَـفْـتَـرُّ بين دقائقٍ وثـُـوانِ
تَـفْـتَـرُّ بين دقائقٍ وثـُـوانِ
وفم الزمانِ وإنٍ نَسيتُ مُحَدِّثاً
عنْ بِرِّهَا في السِّرِّ والإعْلاَنِ
عنْ بِرِّهَا في السِّرِّ والإعْلاَنِ
وعن المكَارمِ كَيفَ تَغْرِسُ بَذْرَهَا
في النَّشْءِ دونَ تَكَلُّفٍ وهَوَانِ
في النَّشْءِ دونَ تَكَلُّفٍ وهَوَانِ
عُمْرٌ طَوَاهُ الموْتُ كَيْفَ أصُوغُهُ
لَحْناً شَجِياً لَيْسَ في إمْكَانِــي
لَحْناً شَجِياً لَيْسَ في إمْكَانِــي
أو تَعْذُلونِي أنَّ قلبي هَائمٌ
ولِبُعْدِهَا يَرْثِي الرِّثاءَ لِسَانَي
ولِبُعْدِهَا يَرْثِي الرِّثاءَ لِسَانَي
لا تَعْذلوا قَلْباً تَقَرَّحَ بالأسَى
فالموْتُ حَقٌ في بِني الإنِسانِ
فالموْتُ حَقٌ في بِني الإنِسانِ
يَعَقوبُ منْ فَرَطِ الْتِيَاعِ فِرَاقِهِ
لوَلِيدِهِ ابْـــيَضَّتْ لهُ عَيْنَـانِ
لوَلِيدِهِ ابْـــيَضَّتْ لهُ عَيْنَـانِ
ولهُ منْ الأبناءِ مَا يَعْتَاضُهُ
مـَــنْ ذَا يُعَوْضُنِي بِأُمٍ ثََـانِ
مـَــنْ ذَا يُعَوْضُنِي بِأُمٍ ثََـانِ
لا تَعْذُلونِي إنْ نَثَرتُ كَنَانَتِي
ورَسَمْتُ أوْجَاعِي على أوزَانِي
ورَسَمْتُ أوْجَاعِي على أوزَانِي
لا تَعْذُلوني في رِثاءِ سَعَادَتِي
فَدِمَاؤُهَا تَجِري علىَ شِريَانِي
فَدِمَاؤُهَا تَجِري علىَ شِريَانِي
يَبكِي الوجُودُ فَكَيْفَ لا أبْكِي أنَا
ومَلِيكَتي رَحَلتْ بلاَ اسْتِئْذانِ
ومَلِيكَتي رَحَلتْ بلاَ اسْتِئْذانِ
تَبْكِي السَّمَاوَاتُ العُلىَ لفِرَاقِهَا
والأرضُ تَبْكِيهَا على الإحْسَانِ
والأرضُ تَبْكِيهَا على الإحْسَانِ
تَبكي لهَا الآفاق والدنيا
ومـا أبْكَاهُمَا يَا عَاذِلي أبْكـَانِي
ومـا أبْكَاهُمَا يَا عَاذِلي أبْكـَانِي
شَطُّ الأمُومَةِ كانَ مِرْفَأرِحْلَتِي
واليَومَ أمَوَاجٌ بِِلاَ شُطْـــآَنِِ
واليَومَ أمَوَاجٌ بِِلاَ شُطْـــآَنِِ
سَفُنِي تُبَعْثِرُهَا الرِّيَاحُ وزَوْرَقي
يَمْشِي بلاَ هَدَفٍ ولا رُبَّانِ
يَمْشِي بلاَ هَدَفٍ ولا رُبَّانِ
أماهُ لا أنْسَاكَ يَومَ وعَظتِني
وأذَقْتِ قَلبي منْ شَذَاكِ مَعَانِي
وأذَقْتِ قَلبي منْ شَذَاكِ مَعَانِي
هذي الحياةَ مَحَّبةٌ فارحل بها
(ولدي) الحَبِيب بِِهِمَّةٍ وتَفــان
(ولدي) الحَبِيب بِِهِمَّةٍ وتَفــان
وذ َكَرْتِِ لي أنَّ المَرَارَةَ بُرْهَــةٌ
تُـذوى معَ الأيامِ بالنِّسْيَانِ
تُـذوى معَ الأيامِ بالنِّسْيَانِ
للموتِ نُخْلَقُ يا بُنَيَ فلاَ تَهُنْ
يَفْنَى الجَمِيعُ فكُلُّ حَيٍ فَانِ
يَفْنَى الجَمِيعُ فكُلُّ حَيٍ فَانِ
أماه قلبي مطمئن إنما بترتْ
من الفجر الجميل يـــــدان
من الفجر الجميل يـــــدان
فلأنت أغنية الحياةِ ونَبضُهَا
أغلاَ مـنِ الألماسِِ والمـرْجَـانِ
أغلاَ مـنِ الألماسِِ والمـرْجَـانِ
أَنَّى سَرَيْتُ سَرَتْ خِلاَلُكِ في دمي
فزمانُهَا لوْ تَسْألوهُ زَمَانِي
فزمانُهَا لوْ تَسْألوهُ زَمَانِي
كانتْ إذَا احْتَدَمَ الخِلافُ رأيْتَهَا
جِسْر الوصَالِ ومَوْرِد الإحْسَان
جِسْر الوصَالِ ومَوْرِد الإحْسَان
كانت تُحَلِّقُ في الفَضَاءِ مشاعراً
وتبثُّ نَجْواهَا بِقلبِ حَانِ
وتبثُّ نَجْواهَا بِقلبِ حَانِ
وأنا وأهلي من رباهَا نَجْتَنِي
أحْلَى الثِّمَارِ بكَفِّهَا الوَهْنَانِ
أحْلَى الثِّمَارِ بكَفِّهَا الوَهْنَانِ
تَتَفَتَّقُ الرَّحَمَاتُ بينَ ضُلوعِهَا
كَتَفَتُّقِ الأزْهَارِ في البُسْتَانِ
كَتَفَتُّقِ الأزْهَارِ في البُسْتَانِ
وتُسَايرُ الأقْدَارَ إنْ هي أظْلَمتْ
ودُعَاؤها جِسرٌ إلى المنَّانِ
ودُعَاؤها جِسرٌ إلى المنَّانِ
كانَ المحَيَا بالوَضَاءَةِ مُشْرقاً
واليومَ يُطْوى في ربَا نَيْسَانِ
واليومَ يُطْوى في ربَا نَيْسَانِ
أماه ما وفيتُ حقكِ إنني
مازلت فيك مراوحاً بمكاني
مازلت فيك مراوحاً بمكاني
كم ليلةٍ سَهِرتْ على جَمْرِ الغَضَى
عَيْنٌ عَلَيَ وَأُخْرَى في إخْواني
عَيْنٌ عَلَيَ وَأُخْرَى في إخْواني
أيَامَ كُنَّا والطُّفُولةُ حَولنَا
مَرْحَى وقلبُ الأمِ في خَفَقَانِ
مَرْحَى وقلبُ الأمِ في خَفَقَانِ
عينَاكِ من أجْلي تَقَرَّحَ دَمْعُهَا
والدَّمْعُ أطْلُبُهُ فما وَافَانِي
والدَّمْعُ أطْلُبُهُ فما وَافَانِي
واليومَ تَطْلُبُني الدُّمُوعُ ولمْ أجدْ
شيئاً يَفِيكِ ولا وَفَتْ أحْزَانِي
شيئاً يَفِيكِ ولا وَفَتْ أحْزَانِي
أماهُ يا نَبْعْ الحَنَانِ ومَوْئِلي
مَهْمَا نظمتُ فلنْ يَفِيكِ بَيَاني
مَهْمَا نظمتُ فلنْ يَفِيكِ بَيَاني
لو أنَّ عندي مِلْكُ منْ مَلَكُوا الدُّنَا
كَي أفْتَدِيكِ فَدَيْتُ دونَ تَوَانِ
كَي أفْتَدِيكِ فَدَيْتُ دونَ تَوَانِ
لكنَّهَا الأقدارُ ليسَ يُهِمُهَا
نَوْحُ القَصِيدِ ولا تّثَكُّلُ عَانِ
نَوْحُ القَصِيدِ ولا تّثَكُّلُ عَانِ
وافَتْ لتَخْطَفَ منْ أُحِبُّ
كَأنَّمَّا قَدَرُ المَنِيَةِ يَبْتَلي إيمَانِي
كَأنَّمَّا قَدَرُ المَنِيَةِ يَبْتَلي إيمَانِي
رَبَّاهُ فارْحَمْهَا ونّوَّرْ قَبْرهَا
ومْنُّنٌ عليها منكَ بالرضوان
ومْنُّنٌ عليها منكَ بالرضوان
ربَّاهُ واجْعَلْ في الجِنَان مَقَامَهَا
العَالي وقَرِّبَهَا من العَدْنَانِ
العَالي وقَرِّبَهَا من العَدْنَانِ
واربط على قلبي الكليل فإنني
أرجو رضاك بحبها وكفاني
أرجو رضاك بحبها وكفاني
شعر / هائل سعيد الصرمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق