(سورية تحكي )
أنت السميعُ وصوتي فاقَ إمكاني
وطوّحتني إلى عُتباكَ أشجاني
هدهدتَ أحزانَ جُلَّ الشرقِ مُفتقداً
يا مُفرِجَ الكربِ واستثنيتَ أحزاني
كالقمحِ في حقلِ قلبي الحزنَ تزرعهُ
ولا غيوثٌ فتسقيهِ بأجفاني
صلصاليَ البِكرُ حلّتْ فيه نِسمتُكَ
بالنارِ تبلوهُ فلتُرفِقْ بإيماني
خلِّ التجاريبَ قدرَ المُستطاعِ لنا
ولو جلدتَ فراعِ عُريَ عريانِ
في العشِّ تزقو فِراخٌ والهمومُ مُنىً
أعيتْ بيَ الحالُ في تدبيرِ صيصاني
الغربُ والشرقُ أخفوا لي مؤامرةً
وسارَ في ركبها مليونُ شيطانِ
وأثخنوني جراحاً بعدما اقترعوا
على لباسي فهل أحصيتَ صلباني..؟!
أنا الغريقةُ ُ والأمواجُ تلطمني
كفاكَ ترقبُ أوصلني لِشُطآني
قد حيّرتني أناةٌ أنت مالكُها
وسرُّ عدلكَ بين البارِ والجاني
بِمن يلوذُ وقد خارتْ عزيمتُهُ
ويلحسُ الصبرَ طولَ الوقتِ إنساني..؟!
قرعتُ أجراسَ آلامي لِتندهني
(طابيثا) قومي وألقي ثوبَكِ الفاني
أنا الفتاةُ استحمّتْ عند مولدها
بِموجةِ النورِ من لاهوتكَ الباني
ولمّا أخطأتُ لم أقنطْ برحمتكَ
فمحّصتني ولو من بعدِ طوفانِ
ضفائري منسكٌ للطُهرِ كم نَعِمتْ
في ظِلّها روحُ نُسّاكٍ ورهبانِ..!!
صدري منصّةُ تنبيرٍ خطبتَ به
ووقعُ أقدامكَ حيٌّ بأذاني
لا زالَ فوق ذُرى الجولانِ مُعتبقاً
عطرٌ تلقّتهُ يقظى بنتُ حورانِ
أسميتني سورية والكونُ حاسدُني
أنا ابنةُ الربّ هذا كلُّ عنواني
مفردات غريبة(طابيثا ) كلمة اراميّة معناها صبيّة وهي الفتاة التي أقامها يسوع من الموت