تَرْنو إِلى الفِنْجانِ تَرْقُبُ حَظَّها
والنَّارُ تَغْلي في مَجامِرِ كَفِّها
هِيَ نَظْرَةٌ حَيرى بِلَهْفَةِ مُدْنَفٍ
واللُّغْزُ يَنْأَى أَنْ يُخامِرَ رَوعَها
رَشَفَتْ بَقايا البُنِّ تَمْضَغُ جُرحَها
واليَأْسُ يَمضي في مَتاهَةِ فِكْرِها
مابالُهُ هذا المُسافِرُ في دَمي
قَدْ أَرْهَصَ الأَطيارَ في أَعشاشِها
وَرتاجُ قلْبي للمَحَبَّة مُشْرَع
وقُصورُهٌ مَوصودَةٌ أَبوابُها
وَخميلتي ملأى بِجَنْيٍ مُثْمِرٍ
مابالُهُ لا يَسْتَطيبُ ثِمارَها
هَيَّأْتُ فيها مُشْمُشي وَصبابَتي
وفُتونَ خَصْرٍ يَشْتهي كَرزاتِها
وِغوايتي أَثْمَلْتُها في كَرمتي
فَتَرِنَّحَتْ في ناهِدي حَبَّاتُها
وتَكَدَّسَتْ في مُقلَتي قَطَراتُها
وتَجَمَّرَتْ في مِرشفي توتاتُها
وبكى الحنينُ على تُخومِ تَلَهُّفي
فَبدا الهَجيرُ يَسيلُ في جَنَباتِها
يامالكاً قَلبي وَنَبْضَ قَصائدي
ماذا يَضيرُكَ لَوْ لَثَمْتَ حروفَها
**** ***** ****
وَيُطِلُّ مِنْ فِنْجانِها وَمْضٌ سرى
فَيزيحُ عَنْ مُقَلِ العُيونِ قَتادَها
وَيَفُزُّ مِنْ بينِ المواجعِ ماردٌ
يَرمي على البنتِ الحَزينَةِ شالَها
ياغادةً لا تَحزني إِنَّ الرُّؤى
في قَهوَةِ الفنجانِ لَنْ أَغْتالَها
عودي لِرَبِّ العَرْشِ نادي باسمِهِ
لَنْ تولَدَ الأَوْهامُ في فِنْجانِها
الحُبُّ خَطُّ الله في لَوحِ الدُّنى
فلْتَقطفي الأَشواقَ مِنْ بُستانِها
... ياسر فايز المحمد... سوريا- حماة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق