الجمعة، 18 مايو 2018

حمص يا مدينة الطيبة والبراءة ..... الشاعر حكمت نايف خولي

حمص يا مدينةَ الطيبةِ والبراءة 
حمصُ يا مدينةَ البساطةِ والطيبةِ والبراءة 
يا واحةَ المحبةِ والسلامْ 
يا موئلَ الطمأنينةِ ومنهلَ الأحلامْ 
بين ذراعيكِ احتضنتِ الجميعّ بحنانٍ ووئامْ 
عرفناكِ أُمَّاً تحت جناحيكِ عشنا أجمعينْ
ننعمُ بالراحةِ والهدوءِ مكتفين هانئينْ
أخوةٌ عشنا لا تفصلُ بيننا فروقٌ
ولا تباعد بيننا حواجزٌ وسدودْ
عهدناكِ حديقةً غنَّاءَ روضةً تتماوجُ
في أجوائها أعذبُ الألحانِ والأنغامْ
على ضفافِ عاصيكِ كم ثملتْ أرواحُنا
انشرحتْ قلوبُنا على أصواتِ الشحاريرْ
وزقزقةِ الدوري وأنواعِ العصافيرْ
كم جمعتنا في مقاهي ديكِ الجنِّ لمَّةُ الأصحابْ
وكم شربنا وتبادلنا نخبَ الرفاقِ والأحبابْ
قضينا العمرَ تغمرُنا المحبةُ يزنِّرُنا رباطُ الوفاقْ
تظلِّلنا المودةُ تنعشُ أرواحنا خفةُ الدمِ
براءةُ النكاتِ وداعةُ الدعابةِ والمزاحْ
كم تجولنا في شوارعك في الدبلان والحمرا وغيرها ....
ولنا في كل رُكنٍ وشارعٍ ذكريات وذكرياتْ
في كلِّ حيِّ وحارةٍ وفي كلِّ شبرٍ من بساتينكِ
لنا بيوتٌ أحبابٌ وأصحابْ
كم افترشنا العشبَ في بساتين بابا عمرو وغيرها
نشربُ الشايَ والمتةَ والقهوةَ بكلِّ فرحٍ وانشراحْ
في أيةِ بقعةٍ كنا نتسكعُ ونمرحُ وكأننا في حارتنا وبين أهلنا ...
شعبُكِ الطيبُ الوديعُ مفخرةُ الشعوبْ
أسواقك الشعبيةُ رحمةٌ للفقير ومتوسطي الحالْ
الوحيدةُ بين المدنِ خلتْ شوارعكِ من المحتاجينَ والشحاذينْ
في كلِّ محلٍّ ومخزنٍ لي أخوةٌ واصدقاءْ
ماذا أقولُ عنكِ وماذا أكتبُ يا حمصُ ؟؟؟؟
وما الإنسانُ إلاَّ ذكرياتْ ...
وأنت ذكرياتُكِ تنسابُ في مجرى الشعورِ
تتغلغلُ في خلايا الروحِ وفي بطانةِ الوجدانْ ....
لي فيك يا حمصُ أغلى الأحبةِ وأثمنَ الذكرياتْ
تركتُ فيكِ روحي تئنُّ وقلبي ينزُفُ ومهجتي تتمزَّقُ ....
متى اعودُ اليكِ فألقى روحي وقد التأمتْ جراحُها
وقلبي وقد عادَ إليهِ وجيبُه؟؟؟
آهِ يا حمصُ ...كم أتمنى لو نذرفُ الدموعَ سيولاً
طوفاناً يجرفُ ويغسلُ الرُكامَ والحطامَ من أرضك الغاليةْ
ركام وحطامَ ما ترسَّبَ في النفوسِ وعلى ترابكِ المقدس لنعودَ
إليكِ عروسةً في أزهى وأبهى الحلل كما عرفناكِ وعهدناكِ ....
نعودُ إليكِ وأنت ترفلين بغلالةِ السعادةِ والفرح ...
تحتضنيننا جميعاً بحبكِ المعهودِ وحنانكِ المعروفْ
أتمنى لو كلُّنا أبناؤُكِ يا حمصُ يمنُّ علينا القدرُ
ونعودُ لنقبلَ ثراكِ ونسجدَ ونخشعَ في كلِّ شارعٍ
في كلِّ حيٍّ وحارةٍ ... ونصلِّي في كل جامعٍ وكنيسةٍ
يباركُنا الله الذي هو إلهٌ للجميع مزقناهُ يوماً فتمزَّقنا
وقطَّعناه يوماً فتقطَّعنا ...
والآن وعينا وفهمنا الدرسَ والعظةَ
علَّ الجميع يعونَ ويدركونْ
ابن حمص المشتاق لكلِّ ذرةٍ من ترابك
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...