السبت، 14 يوليو 2018

العروج... الشاعر محمد الناصر شيخاوي


------------------- الْعُرُوجُ -------------------
فِي شِبْهِ فَنَاءِ
أَجْلِسُ كُلَّ مَسَاءٍ
بِإِحْدَى زَوَايَا حَدِيقَةِ الْمَنْزَلِ
أَتَأَمَّلُ بِعَيْنَيْنِ خَاوِتَيْنِ
فِنْجَانَ قَهْوَةٍ قَدْ خَلَا
مِنْ كُلِّ مَعْنَى مَا عَدَا
دَمْعَتَيْنِ إِثْنَتَيْنِ :
وَهْمِي وَ حُلُمِي
وَ أُحَدِّقُ مَدْهُوشًا
فِي سَمَاءٍ لَا أَسْتَوْعِبُ بُعْدَهَا
وَ لَا أَعِي أَبْعَادَهَا
وَ بِالْكَادِ يَغْشَانِي لَوْنُهَا
فَتَشْرُدُ رُوحِي مِنْ دَمِي
تَجُرُّنِي وَرَاءَهَا جَرًّا وَ تَسُوقُنِي حِينًا آخَرَ
فِي مِثْلِ حُلْمِ النَّائِمِ
سَفَرٌ سَافِرٌ وَ مُسَافِرٌ
بِلَا شَكْلٍ وَ لَا زَمَنٍ
يَحُطُّ رِحَالَهُ بِمُبْهَمٍ
بَحْرٌ زَاخِرٌ بِلَا ضِفَافٍ
وَ أَشْرِعَةٌ خَافِقَةٌ / تَخَلَّصَتْ لِتَوِّهَا
مِنْ سُفُنٍ وَ مِجْدَافٍ
صُوَرٌ وَ رُؤَى كَالْمَوْجِ دَافِقَةٌ
عَالِقَةٌ بِأَطْرَافِ قَدَرٍ جَارِفٍ
جَاءَ يُبْدِي مَا كَانَ خَافِيًا
يَنْزَعُ عَنِّي خُطُوَاتِي
وَ يُفْرِغُنِي مِنْ مِنِّي
يَسْتَنْزِفُ كُلَّ احْتِمَالَاتِي
فَلَا يَبْقَى مِنْ مِنِّي ِسِوَى
فَقَاقِيعَ تَطْفُو عَلَى سَطْحِ ذَاتِي
تَفْقَأُ مَا مَضَى وَ آتٍ
فَأَتَوَارَى خَجَلًا
أَسْتَدْرِجُ عِلَلًا
بِدُمُوعٍ سَاكِبَاتٍ
أَسْقُطُ
وَ يَسْقُطُ الرَّأْسُ مِنِّي
إِلَى أَسْفَلِ دَرجٍ
مِنْ سُلَّمِ الْهُرُوبِ
أَرْتَجِي شَمْسَ الْغُرُوبِ أَنْ تَغِيبَ قَبْلَ الْمَغِيبِ ….
* محمد الناصر شيخاوي /تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...