الأحد، 19 مايو 2019

وفي منتهى الطريق ............الشاعر الراقي ادريس العمراني

وفي منتهى الطريق 
رأيت البئر شريدا
ساد صمت عميق
بدأ الحنين يستفيق
لاح لي عن بعد
أثر بيتنا العتيق
ليس معدنا ولا خشبا
ليس حديدا ولا حطبا
كان طينا و ترابا
فيه رأيت الحب
شربته كؤوسا و عنبرا
و نما عشقي مبكرا
رأيت المكان
يحمل زمنا في الحاضر
غاب ساكنوه و أهله
لبس ثوب المقابر
تهدمت الصوامع و المنابر
مات فيه الماضي
غاب بين الصمت و الضجيج
مات الحلم البهيج
لبس ثوب العناكب والنسيج
أين أهل الحارة ؟؟؟؟
أين الخليلة و الجارة
أين ديوك الحي؟؟؟؟؟
أين الولائم و الأفراح ؟؟؟؟
أين القطيع وقت الرواح ؟؟؟؟
أين الحليب في الأقداح ؟؟؟
أين الراعي ؟؟؟؟
أين صوت النباح ؟؟؟
أين حدائق الخوخ و التفاح ؟؟؟
أين الياسمين الفواح ؟؟؟
الكل ذبل و راح
بقي المكان مهجورا
تبكيه أشجار تين ذابلة
تحت سماء قاحلة
و دالية عارية
يكسوها غبار الأسئلة
تخفي جرحا و نزيفا
عن بيت أصبح مطرودا
من الحلم ومن الذاكرة.
عصفت به صفارة الأيام
دون رحمة
جردته من الاسم و العنوان
ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...