الاثنين، 13 مايو 2019

من مذكرات استاذ جامعي ........... الدكتور محمد موسى

من مذكرات أستاذ جامعي"
قد يظن البعض أن كلمات ودعوات الكبار للأبناء قد تصيب وقد لا ، وأن طاعة الأبناء للأب والأم ليس لها مردود مستقبلي ، وفي الكتب الدينية وعند كل الأديان حث للأبناء على كمال الطاعة لهما ، وفي الدين الإسلامي إهتمام خاص يجعل حتى القول بأُفٍ منهي عنه ، ولا تتعجب وأنت تجد الشواهد أمامك تؤكد لك أن كل ناجح في حياته كان من وراء هذا النجاح دعاء والدين هو أحسن لهما في حياتهما ، وأتذكر قول لزوجتي كانت تقوله لي رغم هذه الحياة الرغدة والرفاهية التي نعيشها ، فأنت تقول لي أنك تدخر من دخلك لكثرته ، وتقول هي لي من الذي يفعل مثلك هذه الأيام مع الغلاء الذي حولنا ، فكنت دائماً أقول لها ، هذا فضل دعاء أمي وأبي لي ، وكتبت كثيراً أدعية كانت أمي رحمة الله عليها تدعو لي بها ، وأذكر لما جاء لي تليفون من القاهرة الساعة الثامنه صباحاً بتوقيت فرنسا ، حيث كنت أدرس الطب في فرنسا ، وكان عمري عندها 18 سنه بالضبط ويوم ، أن إحضر فوراً فقد قلب سائق سيارة أبوك السيارة ، وماتت أمك ومات أبوك ، وقلت لهم لا تدفنوا أمي وأبي حتى أحضر وحضرت الساعة الرابعة عصراً ، وكشفت وجه أمي فكانت تبتسم ، ودفنتهما ، وقلت لهما إطمئنا على أولادكما فهم أمانه عندي ، وسوف أكون أخر واحد فيهم يتمتع بالحياة ، وكان لي ثلاثة أخوه بنتان وولد وهم أصغر مني بكثير ، ونجحت بل وتفوقت وحصلت على أعلى الشهادات العلمية ، من أرقى الجامعات في العالم ، ونجح الأخوة وكون كل منهم بيتاً جميلاً ، ورزقنا بالبنات والبنين وسعدت حياتهم ، والفضل كل الفضل لدعاء من ألزمنا الله بالطاعة لهما في حياتهما ، لماذا أكتب هذا الأن ؟ كنت في دعوة عشاء خارج بيتي وفي بيت أستاذاً فاضلاً يسكن في بيت ومعه في كل دور بالبيت أخ أو أخت ، وكذلك الأم والأب في إحدى الشقق ، قالت السيدة زوجة الأستاذ المضيف ، أنها رأت مسلسل في التليفزيون يحكي عن قصة عائلة يعيشون معاً في بيتٍ واحد مثلنا ، إلا أن أحد الأبناء والذي يسكن فوق شقة الأم والأب قد منعته زوجته من زيارتهما ، وفي مرة قالت لأحد أبناءها أن أخوك قد وحشني ، فقال لها الإبن سوف يأتي لك الليلة ، وسأل عنه قال حارس العقار لم يحضر بعد إنتظره في الشارع حتى حضر ، طلب منه أن يصد لأمه وأبوه قال له ليس اليوم وأقسم عليه ولكنه قال غداً ، ولما صعد الإبن ليعتذر عن عدم حضور الإبن اليوم ، كان الأب والأم يتحاوران قال الأب: سوف أتركك معه لتشبعي منه حباً ، وأدخل أنا غرفتي وكأني زعلان ثم أخرج وأأخذه بالأحضان وأمطره بالقبلات ، ورن جرس الباب فجرى الأب لغرفته ، ولكن الطارق كان الإبن ليقول لأمه سوف يأتي غداً ، ولم يتمالك نفسه وخرج وأغلق الباب ، دخلت الأم غرفة الأب وصعدت على السرير وطلبت شربة ماء والدموع في عينها وذهب الأب ليحضر كوب ما ، ولما دخل عليها بالماء كانت قد فارقت الحياة ، لما سمعت من السيدة صاحبة البيت هذا الكلام وضعت ملعقتي والشوكة أمامي ، وقد فقدتُ القدرة على تناول الطعام.
   ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...