الخميس، 11 يوليو 2019

تعبت وتعب المشوار ............. الشاعر ادريس العمراني

تعبت وتعب المشوار/
بالأمس رأيت البحر هائجا. وقفت أتحسس الذكرى أشم رائحة عطر الماضي تفوح بين أمواجه. رأيت طيفها يتمايل على صفحاته.هاج قلبي و تحطم غروري و كبريائي..تذكرت الأمس بكل تفاصيله تذكرت و تذكرت و هل أنا نسيت لأتذكر ؟؟؟ بين المد و الجزر وجدت نفسي شاردا يطاردني خيالها في كل ركن و قلبي الجريح على صفيح ساخن ..هنا بالأمس القريب كنت و كانت و كان لي في عينيها وطن .هنا كنت أنسى الهموم والشجن ...هنا و هنا و هنا..اه ثم اه لو كان كل شيء يدوم ..لم يعد لي عقل لأعاود الحنين ,بح صوتي و مزقه الأنين.ذكراها خطواتها همسها بسمتها شريط يهزني كل حين .شل عقلي ماتت أحاسيسي و مشاعري ,, وجعي أصم لا صوت له و لساني أبكم ,فقد كل الأبجديات يمسح في صمت دموع الشوق ,لا شيء بقي هنا غير هدير الموج و هدير الماضي و هدير الذكرى يملأ المكان, هل من جليس سواها ؟؟ هل من وطن غيرها ؟؟؟
لا البحر قادر على حمل أحزاني و لا رمال الشط احتفظت باثار أقدامها و أقدامي ..لا شيء غير الريح ,,لا مكان يروق لي لأستريح ,لا صخر أعانقه و يقبل شكواي..سوى طيفها خلف الأمواج أراه يمد ذراعه من بعيد, ليضم التائه الشريد. أراه كشمعة باهتة وسط الظلام . لهيبها يمزق بداخلي حبل الوريد . لا شيء غير بقايا النبض و الأحلام ...هنا غاب طيف بين الأمواج كان لي وطن
أيها البحر خذ ماتبقى من ذكراها , خذ حلمي على كف الموج . ريحني من ذكرى الأمس و هواجس الأمس و جراح الأمس..و أشواق الأمس فلم تعد لي قوة لطعم الاشتياق . خذ ما تبقى من أشواقي ,امحيها أغرقها فقد تعبت و تعب المشوار
ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...