الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

الشاعر الهارب ............. الشاعرة زكية ابو شاويش

الشاعر الهارب _______________البحر: الوافر
ألا يا حادياً شِعرَ اليقينِ ___ تمهَّل فالحروفُ كما السفين
تريدُ من البحورِ جمالَ لفظٍ ___ ومعنىً قد يدورُ معَ السِّنينِ
وما قد كانَ يحلو سوفَ يغلو ___بصدرٍ عندَ نقدٍ من سمينِ
ومن صدقِ الشُعورِجنى حبيبٌ___ وأهدى فيضَ شعرٍ للأمينِ
وذا نغمٌ على وترٍ قديمٍ ___ يهزّ نقاءَ قلبٍ بالحنينِ
أيا من كنتَ في قلبٍ حزينٍ ___وغادرتَ الجوارحَ من دفين
سأذكرُ كُلَّ آهاتٍ تعالت ___ بفقدكَ عندَ مُفترقِ الأنينِ
...............
لقد عادت لنا الأشواقُ قبراً ___يضمُّ رفاتنا مع كُلِّ طين
تساوى في الحياةِ وفي مماتٍ___ بعيدٌ عن عيونٍ لا تُريني
سوى وهمٍ وأحلامٍ تراءت ___ على بعدٍ وطيفٍ كالرَّهين
ألا إنَّ الصَّداقةَ محضَ وهمٍ___إذا كانَ الفراقُ بلا ..دعيني
وإني كنتُ أحسبُ أنَّ وصلاً ___سيُبقي ما أتانا من حصينِ
وذا مُكثٌ تبدِّدُهُ اللَّيالي ___ وذا صبرٌ تفلَّتَ من وتينِ
فهل حلَّ التنافُرُ من شتاتٍ___ وجاءَ بكُلِّ مجروحٍ كتينِ
................
ستنهشَهُ الطُّيور بكلِّ شوقٍ ___ ويدمي جُرحَهُ شَرَهُ السَّمين
وتُلقي من عظامٍ فوقَ صخرٍ ___نسورٌ لا تخافُ من الكمينِ
غريبَ الدَّارِ لا عاشت قيودٌ___ بأوطانٍ تُجَرجَرُ من سجينِ
لذا عبرَ الحدودَ إلى شتاتٍ ___ شبابٌ يصطلي مثلَ العجينِ
يفرُّ لغُربةٍ من جورِ أهلٍ ___ ويشوي أهلَهُ بُعدٌ لحينِ
أجرنا يا إلهي إنَّ قومي ___ على جُرفٍ من الشَّكِّ الدَّفينِ
فهل للصِّدقِ أبوابٌ وقفلٌ ___يُهدِّىءُ روعَ مكبوتِ اليمينِ؟!
..................
وذا قطعٌ لمفصلِ كُلِّ حُرٍّ ___ ينادي للجهادِ بغيرِ دينِ
يداهِنُ كُلَّ مسؤولٍ بصرحٍ ___عسى فرجاً يطلُّ من المُعين
جهادٌ سطَّرَ التَّاريخُ منهُ ___ بطولاتٍ لفتحٍ من مُبينِ
فيعلو صرحَ أوطانٍ بعزٍّ ___ ونصرٍ من لدن ربِّ البنينِ
فلا عجبٌ إذا ما زالَ ظُلمٌ ___ وعادت من حقوقٍ للجنينِ
صلاةٌ والسَّلامُ على رسولٍ ___ وصحبٍ كالأُسودِ بلا عرينِ
فصلُّوا كلَّما هبَّت رياحٌ ___ على خير الأنامِ مدى السِّنينِ
...................
الأحد 9 محرَّم 1441ه
8 سبتمبر 2019 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...