الجمعة، 18 أكتوبر 2019

الموت البطيء .................. الشاعرة المتالقة ريتا معماري

الموت البطيء
**************
تمر الأيام على ناصية العمر وتمضي
وها أنا ألملم بقاياي من أحلامي
بعدما زلزلني الألم الكامن في طياتي
لتهتز له أصقاع المسكونة كلها
وتتشقق حواف الأمنيات المزعومة
بعدما سعرت نيران الجوى بساحاتي
حلم .. حلم أن أراك في زحام العمر
وأن أنسج لي طقوس الحب بحكاياتي
فأصحو في اليوم التالي على مأساتي
بعدما حلمت وبكيت بت ألملم حسراتي
لمَ أبكي ؟!!!
سؤال يقتحم محاولاتي في النسيان
فيجبر قلبي على التفكير باستمرار
وتنسكب دموعي على هيئة أحبار
وقيود أفكاري تقحمني في متاهاتي
فيلوذ الألم مني إلي كزفرة الرحيل
وتشتد أوجاعي في قحل تراكماتي
كيف و لمَ أبكي ؟!!!
لمَ باتت دموعي رخيصة بسوق الزمن
تباع وتشترى هنا وهناك بأبخث ثمن
لمَ تتضارب أسئلتي لتتناثر الأجوبة
كاللؤلؤ الأسود في عقر المتاهات
حائرة تناجي الروح في أزقة الآهات
وحقبات أزمنتي تتأرجح بسكرة
تتنهد بجهل عما ينتظرها وما فات
لمَ البكاء ؟!!!
ربما هو الحلم الأكمى..نعم حلم أكمى
خلق هكذا لا ولن يرى أثراً للنور
يردد كلماته بصمت كصقيع مسعور
تكسوه شرذمات البقاء الموجعة
وتلفحه نسمات لا يشعر بها إلا هو
فتصفعه اليقظة فينتفض مذعوراًمقهور
لمَ البكاء ؟!!!
لمَالبكاء وروحه سكنتني وكبلتني
بل سأفتح دستور تراتيلي لسلطاني
هو كجمال نقطة في الإنجيل والقرآنِ
و سأبقى وحيدة أنتظر القدر العقيم
كشمعة تحترق بغرفة في بيت قديم
فيأتي الموت ليسعفها بقرب رحيم
أو ربما تتجلى معجزة من رب العالمين
تبعد رياح الموت الصفراء عن أزماني
لن أبكي!!!
لن يضرَّني الغياب يا روح أناي وعيني
لن أسأل أبواب البيوت عنك والأسرار
ولن أبلِّغ صمت حزني بطيوف الحنين
سأبقى في محطتي رغم كتمان الإصرار
ولوعة الشوق في مسامات سكة القطار
فقد هجرتني وما رعيت لقربي مقام
حتى قحلت الدروب إليك من الإنتظار
وشحبت كأوراق الخريف وشاخت
لتطمئنك بأنها ما زالت بحالة وقار
ما زالت تنتظر الموت البطيء بهدوء
علك تأتيها بربيع يؤنس تيهها فتزهر
ويجتاحها كإعصار .. كحرب التتار
ويلوح النحيب عنها بعيداً فيبزغ النهار
#ريتا معماري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...