الجمعة، 4 أكتوبر 2019

هذي هي الدنيا ............. الشاعر الراقي مصطفى طاهر

(هذي هي الدنيا....؟)
كلمات/مصطفى طاهر
يامن تعجب بالحياة ويسأل...............ما بالها في لحظة تتحول؟
هذي هي الدنيا وهذا حالها................ان أقبلت يوما تعود وتأفل
فترى السعيد يتوه في أحزانها...............وترى الغني وحاله تتبدل
وترى الكريم بذات يوم يزدرى....وترى السفيه على المراتب يُجعل
والحر ينفى عن نعيم بلاده................وهناك مغتصب بها يتجول
والنحل يجني من زهورك شهده..ويروح في روض الغريب يُعَسّل
أمسى الجهول لكل علم ناقداً.........وتراه يفتي في القضاء ويفصل
وترى المُجِدَّ عن المناصب مبعداً....ويفوز في تلك المناصب مهمل
والباب يفتح للعدو مشرعاً.............. ..وتراه في وجه الأخوة يقفل
والغل أمسى للنفوس يؤمها ...........وغزا قلوب الناس حقد جحفل
والحب يخبو والمودة قد قضت.......وقضى بنا ذاك الزمان الأجمل
والجار يطمع في حليلة جاره ........ويضم أجمل من رؤاها المنزل
وغدا عرين الأسد مرتع جندب ....وعلى المحافل قد تسامى الأرذل
ساءت بنا الدنيا وضاق فضاؤها.........والعيش فيها سيئ لا يحمل
فاغنم حياتك بالمودة والتقى.........واعمل لربك بالسعادة ترفل
واختر صديقك يا أخي بتمهل.....واحرص على الأخلاق فيمن تقبل
فأخوك إما نعمة ترقى بها....................أو نقمة فيها تهان وتقتل
واعلم بأن الأصدقاء منازل..............واسمع خبيراً للفراسة يحمل
أولاهم مثل الطعام بفضله..................تحتاجه دوما فذاك الأمثل
وترى صديقاً كالدوا تحتاجه...............حيناً وحيناً طعمه لا يقبل
وترى صديقاً مثل داء يغتلي...............ففراقه أزهى إليك وأجمل
أو صاحبا متلونا متذبذبا.................يمشي مع التيار دوما يخذل
يلقاك دوماً بابتسامة ماكر.................وفؤاده خيط العداوة يغزل
وصديق مصلحة تراه مقرباً.................بنعيم جودك دائماً يتهلل
فلحاجة يلتف حولك ثلة.................وإذا انقضت فتنكروا وتبدلوا
واحذر من السفهاء فامن جنبهم.........تكوى بنار في رؤاهم تشعل
قالوا الصديق أخ صدوق صادق..........شهم كريم بالوفا يتمثل
إن ضاق عيشك أو أصبت بفاقة....فهو المواسي والطبيب الأفضل
وإذا سعدت فسعده وهناؤه...........وتراه من كأس السعادة ينهل
واحذر من الكذاب فيه سفاهة.............ونذالة ومن الرذائل يجبل
واحذر من الواشي الحقود فإنه..يوري العداوة في النفوس ويفعل
فأخوك من صدق الوفاء جواره......وأخوك من واساك فيما يحصل
والبخل طبع لن يزول بثروة.............يحظى بها وكذلك المتسول
والناس حول الخيرين توافدوا...........وعن البخيل تفرقوا وتحولوا
فترى فقيراً قانعاً متعففاً....................وترى غنياً متخماً يتسول
هذي هي الدنيا وذاك قضاؤها.............لابد يوما عن رباها ترحل
فافعل وقل ما شئت فيها وانتبه......يوما سيوزن ما تقول وتفعل
مهما تكن مثقال حبة خردل ..........يأت..بها الرحمن عنها تسأل
كلمات/مصطفى طاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...