الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

وانا الذي ................... الشاعر القدير عارف عاصي

وَ أنَـا الــذِي
=======
يَـا غُـصْـنُ أَيْـنَ تَـرَحَّـلَـتْ أَطْــيَــارُ
جَــفَّــتْ وُرُودٌ . أُسْـقِـطَـتْ أَزْهَـارُ
وَ الـرَّوْضُ بَـاتَ مُـكَـدَّراً فِي صـُبْـحِهِ
ذَبُـلَــتْ غُـصُـونٌ هُــجِّـرَتْ أَطْــيَـارُ
وَ العَـيْـنُ تَـذْرِفُ بـِالحَنِـينِ مَـوَاجِـداً
وَ مَـدَامِـعـاً فِـي عُـمْـقـِهَا الأَنْـهَـارُ
وَ صَـبَـابَـةُ الـقَـلْـبِ الغَـرِيـبِ تَـؤُزُّهُ
وَ الـرُّوحَ ثُــكْــلٌ ضَـاعَـتِ الأَوطَــارُ
وَ العَزْفُ نَـزْفٌ فِي مـَآَقٍ مِـنْ أَسَى
وَ الــنَّــايُ جُـرْحٌ بِـالضَّـنَـى مَــوَّارُ
وَ شُـجُونُ نَـفْسٍ بِالجَـوَى مَسـْكُونَـةٌ
ضَــاعَ الـغِـنَـاءُ تَـحَـشْـرَجَـتْ أَوْتَـارُ
يَـالَـيْـلُ يَـا جُرْحَ الصَّـبَـابَـةِ وَ العَـنَـا
مَــلَّــتْ دِيَــار تِـــلْـــوَهُــنَّ دِيَــارُ
مَـالِي وَ لِلأُفْـقِ الجَـرِيـحِ يَـسُوقُـنِي
وَ الـشُّـمُّ مِـنْ لَـفْـحِ الأَسَى تَـنْـهَـارُ
رَحَـلَتْ سُـنُـونٌ بِـالجَـمَـالِ تَـأَلَّـقَـتْ
وَ أَتَـتْ لَــيَـالٍ خُــطْــوُهُــنَّ مَــرَارُ
وَ مـُنَى الجَمَال عَلى الشِّعَابِ تَمَزَّقَتْ
وَ الـحُـلْـمُ عَـادَ وَ رَجْـعُـهُ الأَخْـطَـارُ
بَـكَتِ الـرِّيَـاح لِـغِـنْوَتِي إِذْ أُنْـشِـدَتْ
وَ تَـنَـاقَـلَـتْ تِـلْـكَ المُـنَى الأَقْـطَـارُ
وَ تَشَـابَـكَ الظِّـلُّ الظَـلِـيلُ بِجَـدْوَلٍ
يَـحْـوِي الـهَـوَى فَـتَـحَـرَّكَـتْ آَثَــارُ
وَ قِـرَاءَةُ الـسِّـفْـرِ الأَثِـيـرِ تَشُـدُّنِـي
ثَـمِـلَـتْ بِـرَوْعَـةِ حُـبِّـهَـا الأَسْـفَــارُ
وَ تَـعَـتَّـقَـتْ جَـوْفَ القُـلُوبِ كُؤُسُـهَا
وَ حِمَى المَحَـبَّـةِ هَاجَـهَـا اِسْـتِـنْـفَارُ
وَ الكَـوْنُ أَضْـحَى لِـلْـمُحِبِّ خَـمَـائِـلاً
لَـمَّــا دَنَـتْ فِـي دَلِّــهَـا عَـشْــتَــارُ
فِـيـنُـوسُ حَطَّـتْ رَحْـلَـهَا لـَمـَّا رَأَتْ
وَجْــهَ الـتِـي أَهْـوَى وَ طَـابَ مَـزَارُ
وَ تَـكَـوَّرَ الـبَـدْرُ المُـنِـيـرُ بِـوَجْـهِـهَا
وَ تَــحَــيَّـرَتْ مِـنْ وَجْـهِـهَـا الأَنْـوَارُ
وَ سَرَتْ لَيالِي الحُبِّ فَوْقَ المُشْتَـهَى
وَ الأُنْــسُ نَـــبْـــعٌ بِـالـهَـوَى دَوَّارُ
وَ تَـعَاهَـدَ الحُبُّ الأَلِـيفُ عَلَى الوَفَـا
وَ تَـشَـابَـكَـتْ خَـلْـفَ اللَّمَى الأَدْوَارُ
أَوَ كُـلُّ هَـذَا كَــانَ مِــزْحَــةَ عَـابِـثٍ
أَوَ أُدْخِـلْـتْ جَـوْفَ الـجِـنَــانِ الـنَّـارُ
لا تَسْـألَـنْ فَـالسُّـؤْلُ يُـنْـكِرُ نَـفْـسَهُ
وَ الـعَـيُّ أَصْـلٌ وَ الـفُـهُــومُ تَـحَـارُ
وَ أَنَـا الذِي صَـاغَ الـجَـمَـالَ قَـلائِـداً
لِـلْــغِـيـدِ فَـازْدَانَـتْ بِــهِ الأَشْـعَـارُ
وَ أَنَـا الذِي رَسَـمَ الـزُّهُـورَ بِـجَـنَّـةٍ
طُـابَ الـعُبِـيـرُ وَ رِيـحُـهَـا المِعْـطَارُ
وَ أنَـا الـذِي بَـاعَ الـقُـلُـوبَ بَـهِـيجَـهُ
فَـتَـرَنَّـمَـتْ نَـشْـوَى بِـهِ الـقِـيـثَــارُ
وَ أَنَـا الـذِي عَرَفَ الجَمَـالَ فَـصَـانَـهُ
وَ أَقَــامَ قَـصْــراً لِـلْـجَـمَــالِ يُــزَارُ
وَ أَنَـا الذِي لَمْ يَـلْـتَفِتْ صَوْبَ الخـَنَـا
رَكَـلَ الـخَـبِــيــثَ فَـأَنَّـتِ الأَوْكَــارُ
وَ أَنَـا الذِي جَـعَـلَ الحَـنِينَ مَـنَـاهِـلاً
فَـالـرُّوحِ صــَفْــو ؛ و الـوِدَادِ مَـنَـارُ
وَ أَنَـا الوَفَـاءُ عَـلَى الحَـياةِ جَمِيعِـهَا
مَـا خُـنْـتُ يَـوْمـاً تَــشْـهَــدُ الآَثَــارُ
وَ أنَـا.. أَنَـا..مَـا أَنْتَ..أَنْتَ عُـبَـيْـدُهُ
فَـلْـتَـتَّـئِـدْ فِـي الـسَّـيْـرِ يَـا غَــرَارُ
مَـا كُـنْـتَ إِلا الـتُّـرْبَ يُـنْـكِـرُ نَفْسَـهُ
فَـهُـنَـا القُـلُـوبُ خُشُـوعُـهُـنَّ يُـنَـارُ
وَ ابْـذُلْ دُمُـوعـاً لِـلـرَّجَـاءِ كَـرِيـمَـةً
فَـلَـعَـلَّ بِـالـدَّمْـعِ الـكَـرِيــمِ تُـجَـارُ
يَا وَاهِـبَ الـمَـلَـكُـوتِ سِــرَّ بَـقَـائِـهِ
إِرْحَـــمْ عُـــبَـــيْـــداً كُــلُّــهُ أَوْزَارُ
=========
عارف عاصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...