الجمعة، 13 ديسمبر 2019

اطلق يدي ............. الشاعر الدكتور فواز عبد الرحمن البشير

أطلق يدي
أطلق يدي
فالقيدُ ينهشُ معصمي.....
والسجنُ أرهقني
وأضحى الموتُ يهدرُ في دمي.....
أطلق يدي
فأنا نسيتُ حقيقتي
ونسيتُ أني آدمي....
ونسيتُ أني من بني الإنسانِ
والنسيانُ من طبعي
ويجري الغشُّ في قلمي
ويسكنُ في فمي.....
أطلق يدي
فلعلني ملكٌ أسيرٌ
أو نبي......
ولعلني قد جئتُ من
حربٍ، إليكَ ومن سبي.....
أطلق يدي
فلربما تعتاشُ مني
إن تحقّقَ مطلبي......
ولربّما أصبحتُ أحملُ
قوتَ يومكَ في الزمانِ الأجربِ.....
ولربما كنتُ الذي
يحميكَ من كيدِ القريبِ
ومن عدوٍّ أجنبي.......
أطلق يدي
فأنا الفقيرُ
وليسَ لي من رغبةٍ
في الملكِ
في يومي الكئيبِ الأغـبرِ....
وأنا بحقٍّ ليسَ لي من حاجةٍ
إلا رغيفاً يابساً
في ليلِ عشقٍ مقمرِ.......
أطلق يدي وابعد
لأني في ضجرْ.......
فخذ الطحينَ
وغلةَ الزيتونِ
واتركني وحيداً كالقمر......
لا شأنَ لي في ما تكدسُ
من نقودٍ أو
تخبئُ من ثمر.....
حلمي بأن أحيا كطفلٍ
ضاعَ في حقلٍ من النعمان ِ
أو في غابةٍ
من زيزفونٍ أو
شجرْ......
فهناك أحيا خلفَ
جذعٍ شامخٍ
أو غصنِ زيتونٍ تدلّى،
أو حجرْ......
أنا بائسٌ
لا دخلَ لي
في ما يُخطّطُ في الخفاءْ....
أنا يائسٌ
لا زادَ لي في هذه الدنيا
سوى خبزٍ وماء.....
أملي بأن أسعى
على قوتِ اليتامى والنساء.....
مالي وللتغييرِ والإصلاحِ
في بلدٍ تفتتهُ الطوائفُ والدماء.....
أطلق يدي
فوراءَ هذا السجنِ
أمٌّ هدّها طولُ البكاء....
ووراءَ هذا القيدِ
آمالٌ وأحلامٌ
وبحرٌ من رجاء.....
ووراءَ هذا البؤسِ
وجدانٌ
ونهرٌ من نقاء....
أطلق يدي
ولعلني أحيا
بقربِ الياسمينةِ ثانياً
ولعلني أَمضي بحب ٍّ
وانسجامٍ وارتواء.....
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...