الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

عذرا سيدي امير الشعراء ........... الشاعر القدير الاستاذ عادل ناصيف

عذراً سيدي ( أمير الشعراء )
سلامٌ عاطرُ النسماتِ طلْقُ
تحيّةُ عاشقٍ ما فيه عقُّ
بعثْتُ إليكِ فيه نصفَ قلبي
عسى يُرضيكِ نصفُه يا دمشقُ
هنا الأبناء والأحفادُ حولي
لهمْ فيه وفي عينيًَّ حقُّ
فما عجَبٌ إذا نصّفْتُ قلبي
وأنتِ وَهُم لَكُمْ في القلبِ عشقُ
إذا لَمْ تبكِ عينٌ في عزاءٍ
وخانَ الوالهَ المحزونَ نُطْقُ
فكلُّ شظيّةٍ أدمَتْ صبيّاً
لها في صدرِهِ مَدٌّ وعمقُ
وكلُّ أذيّةٍ لحقتْ بأُمٍ
وطفلٍ مِنْ بنيها يُسْتَرَقُّ
وكلُّ رصاصةٍ خرقتْ وليّاً
لها في كبْدِهِ نارٌ وحرْقُ
أصابه رعشةٌ منها وغمٌّ
ورجفةُ أضلعٍ فيه وخفقُ
( ومعذرة اليراعةِ والقوافي
جلالُ الرزءِ عن وصفٍ يَدِقُّ )
( سلامٌ من صَبا بردى أرقُّ
ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ )
فمابالدمعِ ( شوقي ) أحقُّ منّي
ولا أنا في الهوى منه أحقُّ
كلانا يا دمشقُ على أسانا
كلانا إنْ شكا وبكى مُحِقُّ
بكاؤه كان من وجع الليالي
ومن عاتٍ وغازٍ لا يرقُّ
ودمعي من بني عمي وخالي
له في مقلتي سيلٌ ودفقُ
يقتّلُ بَعضُنَا بعضاً ونمشي
على أجداثنا والموت حقُّ
هو الباكي على الثوار ماتوا
لتحيا أُمَّة ويعيشَ خلقُ
وَأَمَّا الدمعُ من عينيًَّ فيضٌ
على مَنْ أهلَهم خانوا وعقّوا
وقتلاهم بنوهم والسبايا
بناتٌ بينهم رَحِمُ وعرقُ
بني وطني استفيقوا أين كُنتُم
وألقوا عنكمُ البغضاءَ ألقوا
فلا يغرُرْنكم أحدٌ بمالٍ
وبعضُ المالِ لو تدرونَ رِقُّ
بلادكمو استُبيحتْ في صباها
لها دَيْنٌ عليكم مُستَحَقُّ
خُدِعتُم بالأماني والتمنّي
ولم يُرْفَعْ لكم هامٌ وعنقُ
فجرحُ الأهلِ جرحٌ ليس يبرا
ولن يشفى لكم في الجرحِ فَتقُ
فلمّوا الشملَ يا أبناء أمّي
بلادُ الشامِ أمٌّ لا تُعَقُّ
حبتكم من روائعها كنوزاً
وفيها الدينُ أخلاقٌ وصدقُ
فليس الدينُ أن يحيا وتفنوا
ولا هوَ جاء يبلوكم لتشقوا
فدعْكُم من فتاواهم فما هم
دُعاةٌ بَلْ بهم كذبٌ وحمقُ
وكونوا أخوةً ودعاةَ علمٍ
فما في الدينِ عند اللهِ فرقُ
فأنتم من بني وطنٍ كريمٍ
لَهُ مجدٌ وبالإعمارِ سَبْقُ
فبالتقوى عيالُ اللهِ أنتم
وبابُ اللهِ بالتقوى يُدَقّ
أيُرضيكم نساءُ الشامِ تُسبى
وتُقطَعُ هامةٌ ويُحزُّ عنقُ
وأطفالٌ على الطرقاتِ تُرمىَ
فتاواهم بهِم ذبحٌ وشنقُ
ولم يسلمْ من الأحياءِ طيرٌ
على شجرٍ وأفراخٌ تُزَقُّ
( سلامٌ من صبا بردى أرقُّ )
تحيّةُ عاشقٍ ما فيه عقُّ
سلامٌ عاطرُ النسَماتِ طلقُ
( ودمعٌ لا يُكفكَفُ يا دمشقُ )
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
٢٥ / ٣ / ٢.١٥ / عادل ناصيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...