الخميس، 27 فبراير 2020

سقط الفتى .......... الشاعر جو ابي الحسن

سَقَطَ الفَتى بينَ أصدافِ الدُّنيا، يَقطَعُ بينَ الأرمالِ، شواطىءَ العُمرِ، وتِرحالُ السُّفنِ لا يَنقطعُ لهَ نَظير. اِنتَحى يَساراً لفَّهُ الجَفافُ واليَباسُ، ومنَ السِّنينِ الخَيرُ، والعِجافُ. ويَمينُهُ يَنفلِشُ على اِمتدادِ البِحارِ، يَغيبُ فيها العُمقُ حيناً، ويَنفَرجُ لا آخِرَ لهُ، ولا نهايَةَ، كأنَّ وراءَهُ كَوناً آخرَ لا أمَدَ لأُفُقِهِ. والفِكرُ يَجولُ بينَ أترابِ الدُّنيا، ويُغريِِهِ عُمقُ المَعرفَةِ بتَكوينِ الثالوثِ، وبنِعمَةِ الخَلقِ، وبكُلِّ ما يَدُبُّ ويَرمُزُ الى عَجائبَ الحياةِ الجَمَّة. إلا أنَّهُ تَجَهَّمَ في ذاتِ نَفسهِ وسَها في حولكِ الدّنيا، وفي أزمِنَةٍ أبعدُ من بَصيرِ عَينيهِ واِنغِلاقِ جَفنَيهِ، حيثُ لا هَمسَ ولا دَمَسَ بين أنجُمٍ من الضِّياءِ تَلُفُّ حِيامَ الأبدِ، وخلفَ سلاسِلِ أنوارِ شمسٍ حارِقَة...... وفي اِنخِطافِ لَحظَةٍ، اِندلَعَ وميضٌ في قلبِهِ أفهمَهُ الحيرَةَ في أعماقِهِ، وحقيقةً ساورتْ قَلبَهُ الحَزينِ، إلا أنَّه بَقيَ شارداً، غاشياً، ناسياً من أين أتَى، لكنَّهُ عَلِمَ مَسارَ دَربِهِ، والى أينَ يَهيمُ...........
جو أبي الحِسِن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...