الاثنين، 2 مارس 2020

الحرية .............الشاعر طارق المحارب

طارق المحارب ..
27/2/2020
الحرية ..
عشقَ الورى تلكَ الفتاةَ وصفَّقا
يا ليتَ منْ يرنو لها كانَ اتَّقى !!
فهيَ التي ليستْ كما في ذهنِنا
فوضى و كمْ منْ عابثٍ قدْ ألصقا !!
بُلدانَهُ بجهالةٍ منْ دونِ أنْ
يلِجَ الحقيقةَ قبلَ أنْ يتدفَّقا
كالماءِ يغمرُحقلَهُ ولكمْ بدا
للنَّاظرينَ بأنَّهُ زرْعاً سقى !!
ها قدْ أماتَ الزَّرعَ دونَ دِرايةٍ
ومضى يعيشُ العامَ يُنهكُهُ الشَّقا !!
هذا الذي زرعَ البذورَ بكفِّهِ
يا ليتَهُ في حَرثِهِ ما أنفقا !!
النَّارُ لا تأتي بخيرٍ للورى
إلَّا لدِف ءٍ أو لِقِدْرٍ عُلِّقا
فتعرَّفِ الأحداثَ قبلَ نزولِها
و اقرأ فكمْ منْ نافخٍ قدْ أُحرِقا !!
بالجمْرِ .. يا لَلْشَّعبِ كمْ أضحى دُمىً
بيدِ الكبارِ إذا أضلُّوا صدَّقا !!
همْ يرسمونَ مكائداً و بلادُنا
لهمُ الملاعبُ !! هلْ عرفتَ المَشرقا ؟!!
يتآمرونَ عليهِ وهْوَ مُغيَّبٌ
و إذا رأَوْا حرْباً يكونُ بهِ اللقا !!
حتَّى يظلَّ سقيمَ جِسمٍ مُنهَكَاً
يزدادُ بالفقرِ الفظيعِ تمزُّقا !!
إنَّا كمرءٍ لو يخاصمُ زوجَهُ
حلفَ اليمينَ ودونَ ذنبٍ طلَّقا !!
و على البنينَ حياةُ بُؤسٍ بابُهُمْ
منذُ اليمينِ على السَّعادةِ أُغلِقا !!
و يدومُ عيشُ الطِّفلِ دونَ رعايةِ
و الفِكرُ فيهِ بققدِ أمٍّ أُرهِقا !!
كثَرَ الذينَ بمالِهمْ قدْ أسرفوا
هلْ كلُّ منْ هدرَ النُّقودَ تَصدَّقا ؟!!
و كذا التَّحرُّرُ فالضَّميرُ رفيقُهُ
و لكلِّ أمرٍ حدُّهُ لو أُطلِقا
صونُ الدِّيارِ و عرضِها و حقولِها
و المالِ فيها و التَّحلي بالنَّقا
وبناءُ جِسرٍ بينَ رأيٍ رافضٍ
و مُوافِقٍ وتفاهمٌ في المُلتقى !!
هذي هيَ الحرِّيةُ الكُبرى وكمْ
ضلَّ الدُّعاةُ و بؤسُ قومٍ عُمِّقا !!
فكثيرُهمْ جعلَ التَّحرُّرَ سِلْعةً
ولدى التَّسوُّقِ باعَ ثمَّ تسوَّقا !!
حرثَ البلادَ بحرِّ صيفٍ تاركاً
جوعاً ويُتماً بلْ و جوّاً أُزهِقا !!
حرِّرْ ضميرَكَ قبلَ تحريرِ الورى
و كنِ النَّزيهَ ولا تكنْ مُتشدِّقا
تبغي التَّحرَّرَ و الفؤادُ سوادُهُ
بأخيهِ شوَّهَ و التَّباغضَ عمَّقا !!
قدْ رُحتَ تكسرُ قيدَ نفْسٍ قُيِّدتْ
و إذا بقيدِكَ بعدَ قيدٍ أوثقا !!
ذو الفكرِ والقلبِ السَّليمِ مُرادُنا
هذا الذي لو سالَ دمعٌ أشفقا
بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...