الذِّئابُ لا تَنام
و أنا طِفْلٌ صَغير
قيلَ لي إنَّ الذِّئابَ
على طَبْعِهِم الشٍّرِّير
لَيْسَت كالكِلاب
وَفِيَّةً لأصْحابِها
لا تَخونُ عُهودَها
تَعْمَلُ في الظَّلام
لِتَحْقيق الأحْلام
تَعْشَقُ السَّهَر
أمّا عِنْدَ الكِبَر
تَيَّقَنْتُ مِنَ الخَبَر
عَلِمْتُ مَنْ هُمُ الذِّئاب
بِأنَّ هذا الأمْر
يَتَعَلَّقُ بالبَشَر
ذَوي الرِّجْلَيْن
ذوي الوَجْهَيْن
بالوَطَن يَتَرَبَّصون
بالشُّعوب يَفْتِكون
في الأرْضِ يَعْبَثون
الثَّرَواتِ يَسْتَنْزِفون
سَبْعونَ عاماً و نَيْف
في بِلاد العُرْبان
يُتاجِرونَ بالأوْطان
الكُلُّ يَنْتَظِرُ التَّوْصيف
يَبْحَثُ عَنِ التَّعْريف
رَعايا أمْ مُواطِنون
اِنْتَصَرْنا أمْ مُنهَزِمون
تَحَوَّلَتْ البُلْدان
تَحْتَ شَقاءِ الزَّمان
إلى حَارَة العَبيد
هذا القَدَرُ العَنيد
يَفتِكُ بالحُرّ السَّعيد
ثَرَوات البَرِّ و البُحور
تَسْرَقُها ذِئابُ القُصور
دونَ شَقاءٍ و لا قُيود
تَسيلُ دُموعُ الجُمود
كَأنَّها تُوَدِّعُ الجُحود
كانَت أحْلامٌ بلا حُدود
لَيْتَ الدَّهْرَ بِنا يعود
عُقوداً وَراءَ عُقود
كُنَّا أُمَّةً تَسْعى الخُلود
أصْبَحَتْ حَديقَةً بِلا وُرود
تُساقُ كالخَروفِ المَنْكود
يَعْبَثُ فيها سَكارى الجُحود
بالكَذِب و بَحْرِ الوُعود
مَنى سَيَنْتَهي زَمَنُ الرُّقود؟
تَنْفُضُ الأُمَّةُ غُبارَ الشُّرود
لِتَسْتَرِدّ هِمَّةَ قُوَّةِ الفهود
لِتَستَرجِعَ مَهابَةَ الأُسود
مِنْ تِطْوانَ إلى بَغْداد
أوْطاناً سَرَقَها الفَساد
أمَّا الذِّئاب الماكِرَة
قُبورُها لِلسّكَنِ جاهِزة
طنجة 05/05/2020
د. محمد الإدريسي
و أنا طِفْلٌ صَغير
قيلَ لي إنَّ الذِّئابَ
على طَبْعِهِم الشٍّرِّير
لَيْسَت كالكِلاب
وَفِيَّةً لأصْحابِها
لا تَخونُ عُهودَها
تَعْمَلُ في الظَّلام
لِتَحْقيق الأحْلام
تَعْشَقُ السَّهَر
أمّا عِنْدَ الكِبَر
تَيَّقَنْتُ مِنَ الخَبَر
عَلِمْتُ مَنْ هُمُ الذِّئاب
بِأنَّ هذا الأمْر
يَتَعَلَّقُ بالبَشَر
ذَوي الرِّجْلَيْن
ذوي الوَجْهَيْن
بالوَطَن يَتَرَبَّصون
بالشُّعوب يَفْتِكون
في الأرْضِ يَعْبَثون
الثَّرَواتِ يَسْتَنْزِفون
سَبْعونَ عاماً و نَيْف
في بِلاد العُرْبان
يُتاجِرونَ بالأوْطان
الكُلُّ يَنْتَظِرُ التَّوْصيف
يَبْحَثُ عَنِ التَّعْريف
رَعايا أمْ مُواطِنون
اِنْتَصَرْنا أمْ مُنهَزِمون
تَحَوَّلَتْ البُلْدان
تَحْتَ شَقاءِ الزَّمان
إلى حَارَة العَبيد
هذا القَدَرُ العَنيد
يَفتِكُ بالحُرّ السَّعيد
ثَرَوات البَرِّ و البُحور
تَسْرَقُها ذِئابُ القُصور
دونَ شَقاءٍ و لا قُيود
تَسيلُ دُموعُ الجُمود
كَأنَّها تُوَدِّعُ الجُحود
كانَت أحْلامٌ بلا حُدود
لَيْتَ الدَّهْرَ بِنا يعود
عُقوداً وَراءَ عُقود
كُنَّا أُمَّةً تَسْعى الخُلود
أصْبَحَتْ حَديقَةً بِلا وُرود
تُساقُ كالخَروفِ المَنْكود
يَعْبَثُ فيها سَكارى الجُحود
بالكَذِب و بَحْرِ الوُعود
مَنى سَيَنْتَهي زَمَنُ الرُّقود؟
تَنْفُضُ الأُمَّةُ غُبارَ الشُّرود
لِتَسْتَرِدّ هِمَّةَ قُوَّةِ الفهود
لِتَستَرجِعَ مَهابَةَ الأُسود
مِنْ تِطْوانَ إلى بَغْداد
أوْطاناً سَرَقَها الفَساد
أمَّا الذِّئاب الماكِرَة
قُبورُها لِلسّكَنِ جاهِزة
طنجة 05/05/2020
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق