الاثنين، 19 أكتوبر 2020

حكاية سارق النور ....................... الشاعر اسامه مصاروه


 حكايةُ سارقِ النور

على جبلٍ يُطلُّ على السنينِ

وقرب جدارِ مُغتَصِبٍ لعينِ

بُيوتٌ دونما أملٍ مبينِ

يُنيرُ ظلامَ ليلِهُمُ الحزينِ

أهالٍ هُجِّروا ظُلمًا وقسْرا

ومنْ بلدٍ إلى بلدٍ وجهْرا

فلا أمَمٌ ترى الظُلمَ إمْرا

ولا عرَبٌ يرونَ الذلَّ نُكْرا

نزوحٌ بعدَ مجْزرةٍ وطردِ

لُجوءٌ ثمَّ شجبٌ غيرُ مُجْدي

ونهبٌ للبلادِ بِدونِ صدِّ

وضمُّ للأراضي دونَ ردِّ

ومنْ حينٍ لآخرَ يا أهالي!

خروجكُمُ محالٌ في الليالي

ومن فجرٍ وحتى للزوالِ

خروجكُمُ كَأَلْفٍ من محالِ

لذلكَ أصبحَ الأهلونَ أسرى

وأسرى الأهلِ لا يرجونَ خيرا

من الأعرابِ أو مَنْ ماتَ ذُعرا

فكيفَ إذًا يرومُ الأهلُ نصْرا

صباحهُمُ كليلِهُمُ مُريعُ

ويومُهُمُ كأمسِهُمُ فظيغُ

ومنْ لا ينحني أو لا يُطيعُ

منَ الدنيا بلا زمنٍ يَضيعُ

وأحيانًا يدومُ المنعُ دهْرا

فلا عملٌ لِمنْ قد ماتَ قهْرا

ولكن ما يزيدُ الوضعَ عُسْرا

أوِ السُكانَ ضُرًا بلْ وشرّا

ليالٍ قدْ تمُرُّ بدونِ نورِ

وحتى دونما بدرٍ منيرِ

وإنْ حصلوا على خشبٍ كثيرِ

فسوفَ يزولُ في وقتٍ قصيرِ

وبعدَ مرورِ أيامٍ ثقيلهْ

بلا نورٍ ولا سُبُلٍ بديلهْ

أصابَ الأهلَ من رُسُلِ الرذيلهْ

مآسٍ لم تُصِبْ قلبَ الفضيلهْ

شعورُ الأهلِ بالإحباطِ زادا

وبطشُ المعْتدينَ كذا تمادى

وصبرُ الأهلِ أيضًا تلاشى

ولا أحدٌ تغاضى أو تحاشى

مناقشةَ انْقطاعِ النورِ ظُلْما

وإشباعَ العِدا لعْنًا وشتما

وهلْ كانَ الدعاءُ يُميتُ قوْما

ويطرُدُ كلَّ مُغتَصِبٍ ودوما

وبيْنَهُمُ فتىً والاسمُ نورُ

فتىً حسدتْ محاسِنَهُ الزهورُ

تميَّزَ بالشجاعةِ بلْ جسورُ

أبيٌّ صادقٌ حرٌّ فخورُ

وكانَ هناكَ محبوبًا وَدودا

ولكنْ في الشدائدَ كم عنيدا

فلا يخشى دروعًا أو جنودا

ولا شيطانَهمْ ذاكَ المريدا

وفي إحدى الليالي كانَ نورُ

كما البركانِ من غضبٍ يثورُ

أحسَّ كأَنّما الدنيا تمورُ

ومنْ قهْرٍ بِهِ أيضًا تدورُ

ودونَ تردُّدٍ تركَ الديارا

ولم يحفلْ بجيشٍ قد أغارا

على شعبٍ بلا سندٍ مِرارا

ألا تبًا وسحقًا بلْ وعارا

تخطّى الجندَ في كهفِ الجُنونِ

وفي لُجّجِ المخاوفَ والظُنونِ

وسارَ بلا شرودٍ في العُيونِ

وحتى دونَ خوفٍ من كمينِ

وبعدَ وُصولِهِ مبنىً قصّيا

ولمْ يرَ حولَهُ شرًّا خفيّا

وكانَ دخولُهُ أمرًا نديّا

تسلَّلَ باسمًا حتى رضيّا

لقدْ غصَّ المكانُ بألْفِ نوْعِ

وألْفِ جهازِ نورٍ بل وشمْعِ

شموعُ صودِرتْ بسلاحِ قمْعِ

ولمْ تقدرْ على إيقافِ دمْعِ

أخيرًا عادَ بالأنوارِ نورُ

لِيغْمُرَ أرضَهمْ أمَلٌ ونورُ

أطارَ النورُ أدمغةً تبورُ

وأفئِدةً كما الأفعى تفورُ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...