((خلّوا الملامَ ))
خلّوا المـــلامَ فليسَ القلبُ من حجرِ
واستخبروا الدّمعَ عن حالي وعن خبري
خذوا دموعي حديثاً لستُ اكتمـــــهُ
اسنادُ دمعيَ يروي لهفـــــــةَ النّظرِ
يعقوبُ حزني موقـــــوفٌ بلا أملٍ
ويوسفُ الحسنِ يحيا ناعمَ الفكــــرِ
لو كانَ يعلمُ ما ألقــــــــــاهُ من ألمٍ
لم يُبقِ دمعــــــــاً ولا عذراً لمعتذرِ
اشكو الغرامَ وقلبي بالهــوى دَنفٌ
من لي معينٌ على شكواي أو سهري
صبّتْ عليَّ رزايا الدّهرِ من نكــــدٍ
وأرضعتني همومَ الحزنِ من صغري
قضتْ عليَّ الليالي وهي ظالمـــةٌ
وأسفرَ الصبحُ عن برقٍ بلا مطــرِ
إنّي قتيلُ الهوى والكـــأسُ تُعلِمُني
بأنّني ذاتَ يومٍ ينتهـي عُمُــــــري
يا رفقةَ العمرِ لا تقسو على رجلٍ
افنى اللياليَ بينَ الكــــــأسِ والوترِ
لا وزرَ في الحبِّ إنّ الحبَّ معتقدي
ولي لواء الهوى يزهو على القمرِ
شربتُ كأسي ولمْ احفلْ بعاذلــــــةٍ
أجــــرُّ ذيليَ نشواناً من الكــــــــبرِ
أزهو بخطوي على الأوغادِ مرتفعاً
حتّى كـــأنّيَ سلــــطانٌ على البشرِ
ولنْ يفـــــــوزَ من الدّنيا ولذّتِهـــــا
إلاّ جسورٌ ينالُ الفــــــــــوزَ بالظّفرِ
يا من يقـــولُ شربتَ الأثمَ مجترماً
كلاّ شربتُ التي اجلو بها ضجري
هبني ارتكبتُ بهــــا إثمــاً ومفسدةً
فعفّوَ ربِّيَ عندَ الحشـــرِ مُنتظِري
دعني مع الكــــاسِ لللذّاتِ منتهباً
من قبلِ أن تدفنَ الأجسادُ بالحفــرِ
حوادثُ الدّهــــرِ بالأنباءِ تخبرني
من يأمنَ الوقتَ لم يسلمْ من الغِيرِ
يا صحبةَ الكـــــــأسِ لا غيّبتمُ أبداً
خــــــــذوا وصيّةَ مشتاقٍ ومنكسرِ
خذوا حديثي قصيداً كلّـــــــــهُ دررٌ
فكرٌ وسحــرٌ جميلٌ سارَ في السّيرِ
غنوا علـى نغــــــمِ النّاياتِ والوترِ
واستصحبوا الكأسَ بينَ السُّمرِ والسَّمرِ
لا تشربوا الرّاحَ إلاّ وهي ضاحكةٌ
فأطيبُ العيشِ أنْ يخلو من الكــدرِ
فالليلُ جـــــاءَ بنجمِ السّعدِ مؤتلقاً
والشّؤمُ طارَ كعصفورٍ من الشَّررِ
ويا ندامى الهوى باللهِ أنشدكــــم
استنجدوا عاشقاً مضنى مِن السَّهرِ
فإنْ تكنْ دارتِ الكــــاساتُ بينكمُ
منى الفـؤادِ بأنْ تقفوا على أثري
وإنْ تكنْ حالتِ الأيّامُ وانفــرطتْ
فأنتمُ في صميمِ القلــــبِ والبصزِ
...........
شعر ورسم/ غزوان علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق