* غَثَيَانُ الصًّدى..
شعر : مصطفى الحاج حسين.
ركضتْ خلفي النهايةُ
فتعثَّرتْ بآهاتي
أمسكتْ بجذوعِ رمادي
وساقتني لحفرةٍ من صريرٍ
ورمتني على خوفي
لينهشَ العدمُ بذكرياتي
كان حُبِّي عصيَّاً على الفَناءِ
وقلبي مسوَّراً بعطرِ إبتسامتِكِ
وكان نبضُهُ متشبِّثاً بأصابعِ أُنوثتِكِ
وفي دمِهِ يرقُدُ همسِكِ
وبأسنانِهِ يعضُّ على دربِكِ
المفتوحِ على التشرُّدِ
وكانتِ المسافاتُ تنزُفُ الخُطى
والسماءُ تكشُفُ ُالغيومَ بانخفاضِها
تلعقُ تيبُّسَ حنيني
الشمسُ يفترسُها غرابٌ أسودُ
والبحرُ يأكلُ السرابُ نعليهِ
والجبالُ يميدُ بها الرحيلُ
أمي لمْ تتركْ لي فرصةً لأودَّعَها
قالتْ لليالي الإنتظارِ :
- أنتِ كاذبةٌ.
ذهبتْ من الأرضِ أشجارُها
غادرتْ الينابيعِ مجراها
والأفقُ تسلّل إلى جوفِ غُصَّتي
شيَّدَت على دفاتري وجعي
نثرَتْ أحرُفي كالرمادِ
فوقَ أسرابِ المقابرِ
إنّي أتَّهمُ الموتَ بالتأخُّرِ
والصدى بالغثَيَانِ
والأملَ بالفجورِ
وأنا أبحثُ عن فجوةٍ
في هذا العَراءِ المكتظِّ
بالعدمِ .
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق