تهتكت فيك
هجرتُ نعيماً مورقاً و زلالا
وجئتكَ أرجو نظرةً ووصالا
غريقٌ أنا والبحرُ أتعبَ خافقي
وهمي بنى فوقَ الضلوعِ تلالا
يمزقني موجُ الحياةِ بقسوةٍ
ويمنحني بعدَ اليقينِ ضلالا
وتبعدني عنكَ الرياحُ ليمنةٍ
وتحملني كالطوفُ عنكَ شمالا
وأنتَ معي في كلِّ يومٍ وليلةٍ
تحركُُ أنفاساً وترسمُ حالا
عيونُكَ لم تبرح تؤانسُ مهجتي
وتملؤها سحراً وتضفي جمالا
أراكَ بقربي رغمَ أنكَ غائبٌ
ونقصي إذا ما جئتَ صارَ كمالا
وأنتَ الذي أرجوهُ عندَ تنغّصي
وفي كلِّ كربٍ، إن ذكرتُكَ زالا
أسيرُ وأنوي أن أراكَ بشارعٍ
وتمنحني فيكَ الدروبُ كلالا
وأرقدُ علّي أن أراكَ تزورُني
برؤيا كنجمٍ أو تزورُ هلالا
تهتكتُ فيكَ اليومَ واليومُ راحلٌ
وألقيتُ في الأشعارِ عنكَ سؤالا
إذا كان من يهواكَ فيكَ مؤانَساً
فما الضرُّ لو يهوي إليكَ دلالا
وإن كنتَ سرَّ العيشِ تغذوه رقةً
فهل لضعيفٍ أن يعيشَ ملالا
ألا ليتَ أني أن أراكَ بليلتي
فيزدادَ أنسي هيبةً و جمالا
ألا ليتَ أني أن أعارَ إشارةً
تخبّرُ أن الجذعَ حنَّ ومالا
الا لمسةٌ ممن أحبُّ تعيدني
صفياً نقيَّ الروحِ عذباً زلالا
ألا همسةٌ تشفي جراحةَ عاشقٍ
وتمحو عقوداً عاشَ فيها ضلالا
ألا آن أن أعطيكَ كلي مودةً
لتمنحني سرَّ الغرامِ نوالا
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق