الخميس، 22 فبراير 2024

خانت فؤادي ............ الشاعر الكبير عادل ناصيف {ADEL NASIF


 Adel Nasif

( خانتْ فؤادي )

عامان مرّا على عامي الثمانينِ
والعمرُ يبذرُ قمحاً في بساتيني
والدربُ مخضرّةٌ نشوى معطّرةٌ
والشهبُ تملأ لي كأسي وتسقيني
كأنّما عاميَ الآتي يُصرّ على
أن يلتقيني بأغصان الرياحين
فقام يفرش لي بالوردِ ساريتي
و بالأماني وعذب البوحِ يغويني
ويفتح الباب لي والفلّ في يده
و بالأهازيج نشواناً يلاقيني
أهلاً بشاعرنا أهلاً بمن صدحتْ
بشعره العذب أسراب الحساسين
يا سيد الحرفِ لا تهزمْك جائحةٌ
ألستَ من طوّع العاصين باللينِ ؟
وفتّتَ الصخرة الصمّاءَ مقتحماً
بالحبِ تسحق أرواح الشياطين
وكنتَ بالحرف تجتاح المدا ألِقاً
تسابق الريح في شتّى الميادين
وتنتضي الشعر سيفاً تستبيح به
ذئبَ المغارة في غاباتِ صهيون
نعمْ كما قلتَ لكن كنتُ متّشحاً
بردَ الشباب وفي زهوِ الثلاثين
أناطحُ الصخر معتزّاً بما ملكتْ
يدي السموح إذا دارت طواحيني
أما علمتَ بما عانيتُ من ألمٍ
خانتْ فؤادي وخانتني شراييني
وما تبقّى لقلبي ما يدرّ له
ماء الحياة فيحييه ويحييني
لكنّ لي وطناً كالخبز رافقني
من حيث أدري ولا أدري يغذّيني
يصدّ عني أعاصيرَ الزمان إذا
هاجت زوابعه يوماً ويحميني
ثلاثةٌ من عيون الطبِّ من وطني
توافدوا لسريري كالشواهين
(باسلْ ) ( طلالُ ) وجاء المقدسيّ وفي
يديه مبضعه الشافي يداويني
واستلّ مديته وانسلّ في دعةٍ
بين الضلوع فأحيا لي شراييني
فصفّقَ القلبُ للآسي ومديته
النبضُ عاد وعاد الدمّ يرويني
ورحتُ أرقص لا وخذٌ ولا ألَمٌ
كفرحة الطفل في عيد الشعانين
لهم تحية مَنْ أضنتْه غربتُه
مِن شاعرٍ عاشقٍ بالحبّ مسكونِ
لسوريا الأم عطرُ الشعر أسكبه
ترنيمةَ العصرِ من نظمي وتلحيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...