يا مَـوتُ
يا مَوت ُ كم داعَـبـت َ آمالي وكـم
ثَمُلت ْ على َشـفـتـيك َ أحلام ُالشـَّبـاب ْ
كم ُتهتُ بينَ شِعابِ ُلغزِك َحائرا ً
ومُنقـِّـبـا ً بينَ القـبـور ِ عن ِ الجـَّـواب ْ
كم لامَست ْ روحي بقايا صاحب ٍ
فرشـفـْتُ من هَـمَساتـِهِ حُلوَ الخِطاب ْ
وتوشـَّحـتـْنـا في السـُّكون ِ مــودَّة ٌ
من دِفئِها انحَسرَ الحِجابُ عن الحِجابْ
فإذا الـلـُّحـودُ عَـوالِــم ٌ ومــراتــع ٌ
وإذا القـبور ُ مدائِن ٌ خــلف َ الضـَّباب ْ
وهْم ُ الـفـَناءِ تـنـاثــرت ْ أشــلاؤُهُ
وبَدا الخلود ُ مُبدِّدا ً سُـجُـفَ السَّرابْ
فعلى المفارق ِ والدُّروب ِ تجَمَّعتْ
أرهاط ُ أحبابي وأرتـال ُ الصـِّـحابْ
أهلي وخِلاني تـآلـف َ جَـمْـعُهـمْ
فاستقبلوني بالـمَـودَّة ِ والِعــتــاب ْ
وعلى فِراش ِ الشـَّوق ِ لفلفنا السَّنـا
وتماوجتنا نشوة ُ الحُــب ِّ الـــُمـــذاب ْ
عَبق ُ المَحَـبَّـة ِ قد تـناثـرَ حَولــنــا
ومنَ الحنان ِ تأَلـَّـقـت ْ صُـورٌ عِـذاب ْ
الكـُـلُّ يـرفــُلُ بالسَّعـادة ِ والــهـَنـا
لا بائسٌ يشقى ولا عـبـد ٌ يُعـــــــاب ْ
الكــُلُّ حُــر ٌّ في مَـراتـِع ِ عــادل ٍ
لا خوفَ من ظـلم ٍ ومن ظفر ٍ وناب ْ
والعَـدل ُ مأسـور ٌ بـطـَوق ِ محبَّـة ٍ
وحَنانُهُ سيف ٌ يسود ُ على الـرِّقــاب ْ
فالـفـَرْد ُ يَحتضِن ُ الجَّـميع َتـفـانيـا ً
والكـُلُّ يسعى هـاتـِكا ً سُحُبَ الرِّغاب ْ
حُـبٌّ وتضْحيـة ٌ وخـدمَة ُ عـاجـِز ٍ
أبهى الفضائل ِ من يُدانـيها يُـثــــاب ْ
الـكـُل ُّ يَسْـعى لـلـكـَمال ِ مِـثــالـُـهُ
ربٌّ تجلـَّى سافـِرا ً وبلا حِجـــــاب ْ
الكـُل ُّ مَسْـحـورٌ بـنـور ِ جَـمـالِــهِ
وحَـنـانـُهُ شمل َ المُدان َ مع المُــثاب ْ
فغَـبَطـْتُ أصحابي على َنعْـمائِهم
وأنِفت ُ من زيف ِالد ُّنا ومنَ التـُّراب ْ
وَودَدت ُ لو أبْـقـى أسيرَ جـِنـانِهم
لا الأرضُ تجْذبني ولا وهَج ُالرِّغاب ْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق