الخميس، 18 يوليو 2024

زورق الأقدار ............ الشاعر حكمت نايف خولي


 

زورَق ُ الأقدار

                في خفايا النـَّفس ِ في الأغوار ِ في القاع ِ السَّحيق ِ

    في ُكـهـوف ٍ مُقـفِرات ٍ في دُجَى اليأس ِ الـمَحيـق ِ

    فــي أعـاصـيـر ِ الأمـانـي مـن رُعــود ٍ وبُــروق ِ

تـهْــت ُ مـنهـوكا ً مُـدَمـَّى  بـيـن َ أهْوال ٍ َوضِيــق ِ

بَـيـن َ أشـواك ِ الرَّزايــا لاحَ في الأفــْق ِ طريــقي

                     ***                      

زورَق ُ الأقـــدار ِ يَـمـضـي لا يُـبـالي بالـر ِّغاب ِ

يَمسَح ُ الأكـوان َ بَحْـثـا ً  َخلـف َ أسدال ِ الضـَّباب ِ

يَمْخُــر ُ الأزمان َ يَستجْـلي مَضامـيـن َ الـكـِتــاب ِ

ثـمَّ يَـروي فـي سُـطـور ٍ مـا َتـخفــَّى في حِجــاب ِ

كــل ُّ َشــيءٍ يَــتـوالـى مـــن حِـسـاب ٍ لــعِــقـاب ِ

                        ***

أنــا في الأرض ِ غريب ٌ سائِح ٌ بين َ العـُـصـور ِ

كــم ْ َتأمـَّلـت ُ  كياني في مَـحَـطـَّا ت ِ الـدُّهـُـــور ِ

قد َسكـنـتُ الكوخ َ دَهْــراً وزمـانـا ً في الُقـصور ِ

وجَرَعْت ُ الـُمرَّ عمـرا ً بعد أن فا ضَ  حُـبوري

هل ْ أنا في الكون ِ سِرٌّ  أم ظِلا ل ٌ من ُغـــرور ؟    

                       ***

هل ْ أنا في الــَكون ِ ُنور ٌ أم  َكَيان ٌ من هَـبـاب ِ

هلْ  َتــكـَـَّونـْت ُ اعْـتـِباطا ً ِبِـَقرار ٍ من ر غاب ِ  

لأعــيـش َ الـعُـمـرَ  َقـهـرا ً من عَذاب ٍ  لِعَذاب ِ

وسِياط ُ الوَعي ِ ُتدْميني وُتذ ْ كي  في وِصــابي

ثـمَّ  أمضي َكهَوام ٍ َغاب َ في وَحْـل ِ التــُّــراب ِ

                    ***

              

               أنا لا أرضى لِنفـْسي السَّير َ في الدَّرب ِ المُخيب ِ

كم سألت ُ الأرضَ عَـنـِّي هل أنا منك ِ ؟ أجيــبي

فأجابت ْ لستَ منـِّي  لسـت َ من كــوني التـَّريبي

لســت َ من طـين ٍ وماء ٍ .أنت َ من نور ٍ َغريب ِ

أنـت َ من عَقـْـل ٍ َتدنـَّـى  فارَتدى ثوب َ الذ ُّنوب ِ

                      ***

جَوهَرٌ من عالَم ِ الأقداس ِ في الكون ِ البعيـــــد ِ

جَوهَرٌ حُــرٌّ   َطـلـيـقٌ  دون َ أســر ٍ أو ُقــيــود ِ

جَوهَــر ٌ دون َ كـيـان ٍ أو ُوجـود ٍ فــي  حُــدود ِ

قد تهاوى لـلصِّراع ِ الـُمـر ِّ في الـجِّسم ِ الـبَـليــد ِ

وارتـَـضى  المِجْـمَـرَ دربــا ً لِـبـِـنا فرد ٍ فريــد ِ

                     ***

عَـبْـرَ أزمان ٍ َترَد َّى فـي سَـراديـب ِ الـجحيـم ِ

وَتلـظــَّى في لهيب ِ اليأس ِ والشـَّـك ِّ الذ َّمـيـم ِ

في  انحِدار ٍ وَتسامي  وامـتِـحان ٍ  مُستـَــديــم ِ

عَبَرَ  الأجْواء َ مَعْصورا ً َتـصفـَّـى  للنـَّعـيــم  ِ

عَــادَ مَحْمولا ً ِبكـف ِّ النـُّور ِ من دُنيا الأديم  ِ

                    ***

زورَقَ الأقدار ِ مرحى قد وعَيت ُ الدَّرسَ منك َ

كـم ْ َقسـا الد َّهْر ُ وأدمى  فتجنَّيتُ عليكَ

وَتخـيَّـلت ُ ِجراحي  وهُـمومي  مــن  يَــَد يــك َ

فإذا القسْـــوة   ُنعْمى  وهُــدى ً مـن  َشـَفـتـَيـك َ

تـعْـصُرُ الـرُّوح َ رَحيـقـا ً صافـيا ً يهفو إلـيـك َ

حكمت نايف خولي

زنبقةُ السفح ............ الشاعر حكمت نايف خولي


 زنـْبَقـَة ُ السَّفـْح

في السَّفـْح ِ َزنـْبَقَة ٌ يُغالـِبُها الهَـوى
وَتـذوبُ َشوْقـا ً للـغـَدير ِ وَمـائِه ِ
لاذ َتْ أليها في الـمَساء ِ َفـراشـــة ٌ
سَئِـمَـتْ َنـقيقَ الضِفـْدَع ِ المُتأوِّه ِ
في اللـَّيل ِيَشـْكو لـلسُّكـون ِ ُشجونـَه ُ
وَيَـبـوحُ سِــرَّ عَـذابِــه ِ وَنـواحِه ِ
كانَ الأمينَ على المَـوَدَّة ِ والـوَفـــا
يُـمْسي وَيُصْـبـِحُ زاهِدا ً بِغرامِه ِ
وَرأى الوُجودَ رَفـيـقـَـة ً في ُقرْبِهـا
هَـمْسُ الحَنان ِوَخفـْقُ روح ِبَقائِه ِ
أينَ الرَّفيقة ُ؟ أينَ سِحْـرُ َنـقـيـقِـهــا
كالدِّفء ِ يَسْري في صَقيع ِحَياتِه ِ
ذهَبَتْ َفغابَ النـُّورُ وانسَدَلَ الدُّجى
وَغـَـدا الـوُجودُ َكجَمْـرَة ٍ بـِفـُؤادِه ِ
فمَضى يُوَلـْوِلُ هائِـمـا ً وَمُفـَـتـِّـشـا ً
عَـنهـا َفأقـْـلــَقَ راحَتي بـِبُـكـائِه ِ
فعَجِبْتُ من صِدْق ِالوَفاءِ فهَلْ ُترى
بـَيْـنَ الأنـام ِ سَـجـيَّـة ٌ كـَوَفـائِـه ِ ؟
إنـِّي أرى أوْفى الـبَـرِيَّـة ِ عَـقـْـرَبٌ
تسْري الخِيانة ُ في عُروق ِ َكيانِه ِ
***
فأثـارَ َزنـْـبَقـَة َ السُّفـوح ِ وَهَـز َّهـا
قـوْلُ الَـفـَراشـَة ِ عـن وَفاء ِ الضِّفدَع ِ
وَأغاظـَها ما قد ُاشيع َ عن ِ الورى
مـن روح ِ َغـَدْر ٍ كـامـِن ٍ وَمُــقَـَـنـَّع ِ
راحَتْ َتطوفُ على الأنام ِ َتزورُهُم ْ
في الدَّار ِفي الحُجرات او في المخدعِ
وَبِخـلـْسَـة ٍ ُتصْغي ُتراقِـبُ حَوْلــهَـا
وَتـرى أفـانـيـن َ الــرِّياء ِ الـمُــقـْـذِع ِ
فَـتـَفـوح ُ رائِحَـة ُ الخِيانة ِ كالشـَّذى
في كـُلِّ رُكـْن ٍ في فِراش ِ المَضـْجَع ِ
الكـُلُّ يَنـْفـُثُ في الَخفاء ِ سُـمـومَه ُ
يَرْمي السِّهام َ إلى المَكـان ِ المُـوجِـع ِ
الكـُـلُّ يَأمَـلُ أن يُصيـبَ ألــيــفـَــه ُ
قـذ ْفـا ً وَتـجْـريحـا ً بـِغـَـيـر ِ َتـرَفـُّـع ِ
فأهالَ َزنـْبَقــَة َ الـبَــراءَة ِ ما رَأتْ
وَهَـفـَـتْ لِـزُهْـدٍ في مَكـــان ٍ بَـلـْـقـَع ِ
لِتـَصوم َدَهْرا ًعن مُعاشـَرَة ِ الوَرى
تصْفـو وَتـنـْـقى في لهــيب ِ الأدْمُـع ِ
تنـْأى عَن ِ الإنـْســان ِ عن َفحْشائِـه ِ
وَتـلــوذ ُ آمِنـَة ً بِـــقـُــرْب ِ الـمُـبْـدِع ِ
حكمت نايف خولي

الثلاثاء، 16 يوليو 2024

زويتينتي .......... الشاعر حكمت نايف خولي


 زوَيتينتي

قالواَ: َزوَيـتيـنـَة ُ الـفـَوَّار ِ مَسْكـَبَة ٌ
يُرَفـْرِفُ الـنـُّورُ في َشتـَّى رَوابـيها
أجَبْتـُهُمْ :مَنـْبَتٌ لـلـنـُّور ِ ُتـرْبَـتـُهـا
وَمَشـْتـَل ُالسِّحْر ِفيِ مَجْرى سَواقيها
غط َّ الجَّـمـالُ على آكام ِ َقـرْيـَتِنــا
فماجَت ِ الأرْضُ حُسْنا ً في نواحيها
أنـْشودَة ُالسِّحْر ِ َتسْري في مَفاتِنِها
وَجَدْوَلٌ من أريج ِ الـنـُّور ِ يَرْويــها
غاباتـُها حالِمات ٌ َتـنـْـتشي َطـرَبا
فوَّارُها ُقـبْـلـَة ٌ في حِضـْن ِ واديــها
وَيَنـْشُرُ الز َّهْرُ في أجْوائِها عَبـَقـا ً
تحِسُّ أنـَّـكَ في الفرْدَوْس ِ َتـشْبيـهـا
في كـُـلِّ ناحِـيَـة ٍ خِـدْرٌ يُـذ َكـِّرُنـا
بِـما َتـوارَدَ عـن جَـنـَّـات ِ بــاريــها
هِضابُـها كـَنـُهود ِ الغيد ِ كـاعِبَـةً ٌ
تزْدان ُ بِالزَّنـْبَق ِ الزَّاهي يُغطـِّيهـا
سُفوحُـها حُزَم ٌ من َنرْجِس ٍ أرِج ٍ
يَلـْهو الفـَراشُ يَمُصُّ الشـَّهْدَ من فيها
تفـَنـَّن َ الـمُـبْدِع ُ الأعْلى بِزينـَتِهـا
وَازْداد َ في حُبِّها عِـشْـقـا ً وَتدليها
حَتـَّى أتـَتْ آيَـة ً َتخْـتال ُ في دَلـَع ٍ
يَفوحُ منها الشـَّذى والطـِّيبُ يُزْكيها
زُوَّارُها يَرْشُفون َالـخـَمْرَ مُنـْدَفقا ً
بَينَ البَساتين ِ من شِــفــا أقـاحيهــا
على ثراها وتحْت َالدُّلب ِكمْ َثمُلتْ
أرْواحُنا وَانـْتشتْ ْمن َشجْو ِشاديها
أطـْيارُها من ُلحون ِالخُلد ِقد سَرَقتْ
أنغامَـهـا وَأتـَتْ َتـشـْدو أغــانيــهـا
على التـِّلال ِوَفوقَ الصَّخْر ِقد بُنيتْ
مَنازل ٌ مَهْبَط ُ التـَّقوى حَفـافـيهـا
أكـْواخُها مَنـْهَلُ الأحْلام ِ مَوْرِدُها
وَسُـلـَّم ٌلـلـرُّؤى يَـسْمـو بِـراويــهـا
يا فِتـْنـَة َ القلـْب ِكمْ َغنـَّيتُ مُفتـَرِشا ً
عُشـْبَ الرَّوابي وَقبَّلـْتُ الثـَّرى تيها
وَغابُك ِالشـَّامِخُ المَحْفورُفي كـَبِدي
يَأوي معي في الحَشا يُحْيي أمانيها
عَهْدا ً زَوَيـتـيـنـة ُ الآباء ِ بـاقـيَــة ٌ
في الرُّوح ِ مُلـْهِـِمَة ً ُتغـْني مَغانيها
لـك ِالقوافي وَفـَيْضُ الشـِّعْر ِمُنسَكِبا ً
لـك ِ الـعِبـادَة َ بَـعْـدَ الـلـَّه ِ َتأليــهـا
حكمت نايف خولي

الاثنين، 15 يوليو 2024

سألتني الأرض ............الشاعر حكمت نايف خولي


 

سألتني الأرضُ

           َسألـَتـْني الأرْضُ يَوما ً كيفَ لا  ُتطـْري جَمالي

 َكيفَ َتمْضي ساهيـا ً عَنـِّي وَمَشـْدوه َ الخـَيـــال ِ   

لـمْ  َتعُـدْ  ُتـغـْريـك َ مِـنـِّي كـل ُّ لذ َّات ِ الو صال ِ   

والـــــــغـــوانــــي يَـتـمايَـلـْن َ ِبــغُــْنــج ٍ ودَلال ِ

يَـتـهـادَيـنَ عـلى مَـوج ٍ منَ السِّحْـر ِ الـــحَــلا ل ِ

شهْوَةُ الــسُّـلطـان ِ غابت ْ مثـْل َ أوهام ِ الظـِّلال ِ

وَبَريقُ  الـتـِّبْر ِوالمـــاس ِ َخبــا بــين َ الزُّبـــال ِ

لمْ يَعُـدْ يُغـْويــك َ َشيءٌ مـن بَـهـائـي  وَجَلالــي

شـــامِخا ً َتزْهو بِحُسْن ٍ ليس َ مـن جــاه ٍ ومال ِ

أيُّها المُخـْتالُ  َزهْوا ً كيــفَ َتنـْجـو من عِقالـي

                        *****

فأجَبْتُ الأرْضَ : مَهْلا ً قد َفهِمْت ِ الأمْرَ زورا

أنا لا أخـتـال ُ تــيـها ً كـِـبْــر ِيـاءً أو ُغـــرورا

عَين ُ ِجــسْمي من ُتراب ٍ َتشْـتَهي ماسا ً وتِبْرا

وَتذيقُ النـَّفـْس َلذ َّات ِ الهَوى عِطـْرا ً وَسِحْـرا

وَتمَنـِّي الـَقـلـْب َ مُـلـْـك َ الأرْض ِأجْـواءً وَبَرَّا

غيرَ أنَّ الرُّوح َ  َتثـْوي في الحَشا  ُلغزا ًوَسِرَّا

هيَ ليسَت ْ من ُتراب ِ الأرْض ِ بَدْءا ً أو مَقرَّا

هـي َ تـأتي من بَعيد ٍ من بِلاد ِ النـُّور ِ نـــورا

تـتـلـوَّى في َلهــيـب ِ العُمْر ِ بُـؤْسـا ً أو حُبورا

وَتعاني من سَعير ِ الغـُرْ بَة ِ الـمُـرَّ الـمَــريـرا

                     *******

فـي كِـفـاح ِ الـعَـيش ِ كمْ خاضتْ قِتالا ً ونِزالا

كمْ َترَدَّتْ في ظلام ِ الفِكـْر ِ َتسْـتهْوى الضـَّلالا

وَتـمَـنـَّـتْ لـو َتـحـوز ُ الأرْضَ أطيانا ً وَمــالا

وَتـشهَّـتْ  ُكلَّ مـا في الكون ِ حُسْـــنا ً وَجَمالا

فـاسْـتـفـاقـتْ لِتـَرى العَـيـش َ سَرابـا ً وَظِـلالا

وَترى الأحْلام َ أوهـامـا ً وغِــيـَّا ً واعْــتِــلالا

وَترى العُمْرَ  ُشعاعا ً لاح َ في الأفـْق ِ َومـالا

لِتعود َ الرُّوح ُ نورا ً صافـيـا ً َتـزْكــو جَمـالا

حُـرَّة ٌ مـن ُكـلِّ أسْـر ٍ  ِبــبَـــهاهـــا   َتَـتـَعالى

تنـْضَوي  بالطـُّهْر ِ بُرْدا ًترْشفُ الحَقَّ الزُّلالا

حكمت نايف خولي

الجمعة، 12 يوليو 2024


 

 

سَمْراءُ  قومي

نامَت ْ عُيونُ النـّاَس ِ وَانـْسَدَلَ  الظـَّلام ْ

والبَدْرُ أشـْرَفَ ناشِرا ً فوقَ التـِّلالْ

نورَ المَحَبَّة ِ والسَلامْ

وَتثاءَبَ الرَّوضُ المُوَشـَّح ُ بالضـَّباب ْ

مُترَنـِّما ً يَشـْدو مَع َ الأغـْصان ِ

ألحانا ً عِذاب ْ

ومَضى الغـَدير ُ يُغازِل ُ البَدْر َ المُنيرْ 

تجْري على جَنـَباتِه ِ

نسَمات ُ عَطـَّرَها العَبيرْ 

نسَماتُ َتلعَبُ مع وُرَيقات ِ الورود ْ

تلهو مَع َ الأزْهار ِ َتمْرَحُ مع أفانين ِ الشـَّجَرْ

تدْعو جُموع َ العاشِقينَ

تقولُ قد طابَ السَّمَرْ

سَمْراءُ قومي ناوليني العودَ أعْزُفُ للوُرود ْ

هاتِ اسْقني من َثغـْرِك ِ الفتـَّان ِ أسْرارَ الوجودْ

من شعْرِك ِ المَنـْشور ِ كاللـَّيل ِ الظـَّليل ْ

أسْتلهِمُ الألحانَ والشِعْرَ الجَميل ْ

فيَتيه ُ قلبي في مَتاهات ِ الغرام ْ

وَتفيضُ َنفسي بالمَوَدَّة ِ والوِئام ْ

وُأحِسُّ في ذاتي ارْتِعاشات ِ الرَّجاء ْ

وَتدُبُّ في روحي الحَياة ْ

وَأروحُ كالسَّكران ِ يَبْحَثُ في اللـَّيالي الدَّاجيَه ْ

عن شمْعَة ٍ ُتهْديه ِ من أنـْوارِها أوفى الضِياءْ

وَتشُعُّ في حِضْن ِ الأسى 

عَيناك ِ كالنبْراس ِ في وَسَط ِ الدُّجى

عَيناك ِ مصْباحا أمَلْ

في عمْريَ الباكي الكئيب ْ

قد بَدَّدا سُجُفَ القـَتام ْ

وَتضوَّعا نورا ًبَهيـَّا ً في دَياجير ِالظـَّلام ْ

قومي لنـَنـْسُجَ  من وُرَيقات ِ الغصونْ

تاجا ًيُتوِّجُ حُبَّنا

قومي لنـَغـْزُلَ من ُنسَيمات ِ اللـُّحون ْ

ثوبا ً يٌوَحِّدُ بيننا

فلنا الغـَديرُ وماؤُهُ

ولنا الظـَّلامُ وَسِحْرُهُ

وَلنا الصَّباح ُ وَنورُهُ

وَالحُبُّ يَدْعونا وَيُغـْري بالنـَّوال ْ.....

قومي هلمي للوصالْ

حكمت نايف خولي


 سِرُّ العَذاب

لا َتـسَلـْـني يا َرفـيـقَ الأمْس ِعن سِر ِّ العَذاب ْ
قد هَوَت ْ شمْسي وَغابتْ خَلفَ أسْرابِ الضَّبابْ
وَتلاشَـتْ ْ في خـضَم ِّ اليأس ِأوْهامُ الـشـَّـبـاب ْ
لمْ يَعُدْ في الأ فق ِ نورٌ كـُلُّ ما في الأفـْق ِغا بْ
كـُلُّ أحلام ِ حَيـاتـي أصْبـَحَت ْ َطي َّ السَّــرابْ
ـــــــ
كيفَ لا أبـْكي َشبابي والأسى مـِلءُ الجفون ْ
وعُيون ُ المَوْت ترنو مُرْعـِبات ٍ كالجــنـون ْ
أيُّ دَرْب ٍ هوَ درْبـي لسْـتُ أدري ما يَـكون ْ
مُظـْلـِمٌ لا نورَ فيه ِ صامِت ٌ صَمْتَ السُّـكون
فـي َثـنـايـــاه ُ أنــيــنٌ َونـَحـيـبٌ وَشـُـجــون ْ
حكمت نايف خولي

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...