

إلىٰ زوجتي الحبيبة أم علي رحمها الله :
رَمَىٰ بَصَري المُقَدَّرُ والقضاءُ
عَشِيَّةَ قد غزا بيتي الشَّقاءُ
عَشِيَّةَ فارقَتْ عينيْ ضياها
عَشِيَّةَ أمستِ الدنيا عويلاً
كأنَّ الكونَ حَلَّ بهِ الفناءُ !!!
عَشِيَّةَ ضاجَعَتْ داري البلايا
لِيولَدَ من زواياها البلاءُ
عَشِيَّةَ قد نعىٰ الناعونَ ( فِكْراً )
عمودَ البيتِ إذْ يعلو البناءُ
سَرَوْا بالنعشِ والأرواحُ حَيْرىٰ
فلاتدريْ .. أصيفٌ !؟ أمْ شِتاءُ !؟
سَرَوْا بالنعْشِ والإسراءُ روحيْ
كأنَّ النعشَ مَعْ روحيْ سَواءُ
بَكَتْها الهاطلاتُ بلا سَحابٍ
وقد أغلوْ .. فقد بَكَتِ السماءُ !
أيا فكرُ الشهيدةُ ضاقَ صدريْ
فلا قلبٌ يَضُخُّ ولادِماءُ
فأياميْ تمُرُّ كما جحيمٌ
وأحواليْ تسيرُ كما وباءُ !
وهٰذا العمرُ يحدوني بِبُطْءٍ
كأنْ لم يَحْدُ بالعُمْرِ الحِداءُ
تمادىٰ الأرْبُعَاءُ بكلِّ يومٍ
فَبَعْدَكِ كلُّ يومٍ أرْبُعَاءُ !
رثاؤُكِ قد طوىٰ عُصُمَ المراثي
إذا ماقِيْسَ في الشعرِ الرثاءُ !
أفِكْرٌ بعدَكِ النَّكَباتُ تَتْرَىٰ
فلا دِرْعٌ تَصُدُّ ولا وِقاءُ
فحتّامَ الفواجعُ والبلاءُ !؟
وحَتّام المآتمُ والعزاءُ !؟
وحتّام القبورُ غَدَتْ شِعاراً
تُذَكِّرُ أنَّ آخِرَنا فناءُ !؟
وتلكَ مشيئةٌ وَضَحَتْ رؤاها
فلا فتوىً كما تُفتي السماءُ
إذا كانَ المماتُ لَكِ انْتهاءً
فإني في المماتِ ولا انْتهاءُ
أفتشُ عن دواءٍ للمنايا
وهل يُجديْ معَ الموتِ الدَّواءُ !؟
مشىٰ الداءُ العضالُ بلا حَياءٍ
علىٰ جَسَدٍ شريعَتُهُ الْحَياءُ
هُوَ الداءُ الذي اسْتَعصىٰ قروناً
فلم يُرَ مثلَ هٰذا الداءِ داءُ !
دعوتُ اللهَ من قلبٍ صدوقٍ
فلم يَدفعْ مَنِيَّتَها الدُّعاءُ
فكانَ أنِ ارْتَقَتْ للهِ روحاً
تُناجي اللهَ والنجوىٰ ارْتقاءُ
خذي القسمَ العظيمَ بلا انْطفاءٍ
فنورُ اللهِ ليسَ لهُ انْطفاءُ
سَأبقىٰ في الوجودِ بلا سَماءٍ
فليس سِواكِ في بَصَريْ سَماءُ ...
وإني صادقٌ قولاً وفِعْلاً
وهل كذِبَ الهداةُ الأوصياءُ !؟
فناميْ في ضَريحِكِ واطْمَئِنِّي
فقد حَرُمَتْ علىٰ نفسي النساءُ ...









شعر : يونس عيسىٰ منصور ...
ملحوظة : تُوُفِّيَتْ زوجتي أم علي رحمها الله يوم الأربعاء المصادف ١٧ / ٥ / ٢٠٢٣ الساعة الثالثة والنصف عصراً ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق