الثلاثاء، 16 يناير 2018

سريرة العشق ... الشاعر المبدع حسين صالح ملحم

سَريرَةُ العُشّاق
لا تَسأَلُونِي! خافِقِي يَتكلّمُ
والبَوحُ يشدُو في العُيونِ ويَلثمُ

أنا فِي الهوَى طفلٌ صغيرٌ عاشِقٌ
والنّارُ بين جوانحِي إِذ تَضرِمُ
وطرَقتُ بابَ وصالِها في نظرةٍ
أدرَكتُ أنّي في الغرامِ مُتيّمُ
كلّ الجَمالِ بحُسنِها مُتلألئٌ
لاتسألوني مااسمُها هِي تَعلمُ
لوأنّني لاأنتمي لجَمالها
ضاعَ الشّبابُ وكلّ شئٍ مُعدَمُ
نبضاتُ قلبي في اللّقاءِ أعدُّها
تفنى الدّقائقُ في الثّواني تُقسَمُ
كالطّفلِ يَبسمُ حين يبقى راضياً 
وتراه يبكي مرّةً لو يُفطَمُ
لا تظلموني في الغرامِ أحبّتي
فسَريرَةُ العشّاقِ قد لاتُفهَمُ
لَم أَعذُرِ العشّاقَ في أشواقِهمْ
حتّى تبيّنَ أنّ شَوقِيَ مِنهُمُُ
لا تَعجِبي مِن بَوحِ نَبضٍ يَعظمُ
إنّ الفؤادَ بِعَاشِقٍ لايَهرَمُ
فالعِشقُ في أرواحنا مُتدَثّرٌ
لَو فارَقَتْهُ لَحظَةً لايَنعَمُ
أهدَى الغَرَامُ إلَى العُيونِ قَصائِداً
ياوَيحَ قلبي كيفَ سِرّي أكتمُ
الكونُ فِي ظَلمَائِهِ مُتَسَتِّرٌ
والبَدرُ فِي عَليائِهِ يَتَبَسَّم
هذا أنا والعِشقُ بَعضُ سرِيرَتِي
فلتَعذرُونِي صامِتاً أتََكلّمُ
ولْتَرحَمُونِي فِي المَنِيَّةِ إِذ دَنَتْ
لَو غَابَ نَبضِي فالقَصائِدُ تَأْلَمُ
كلّ القَصيدِ بِخافقِي مُتَبتّلٌ
والشِّعرُ بينَ جَوارِحي يتهيّمُ
لله دَرُّ العاشِقينَ يقودهم
قلبٌ صغيرٌ في الهوَى يتَحكّمُ
أنّى تَميلُ شجونُنا مالَ الهوَى
والرّاسياتُ بِبحرهِ لاتَسلَمُ
الخَيلُ في سَاحاتِهِ مَسرُوجَةٌ
وَصهيلُها بَينَ الورَى لاتُلْجَمُ
إِنْ ذابَ شوقاً فالصّبابةُ نبضهُ
أو راحَ يشكو فالورَى تتألّمُ
ﻻ تَحسَبوهُ خافِقاً مُتوارياً 
كلّ الجوارحِ في غيابِه تسقمُ
فَتعَطَّروا من نَبضهِ وتيَمّموا
خَيرُ التَّيَمُّمِ مِن عَبيرٍ يَنسمُ
حتّى اللّسانُ مِنَ الفُؤادِ لَناهِلٌ
لَو رامَ قوﻻً ، راجِلاً يتقدّمُ
أمّا العُيونُ إلَى الأنامِ تَراجِمٌ
لَو غابَ عن كلِّ اللّغاتِ مُتَرجِمُ
وسَيَعلمُ القَومُ القريبُ محبّةً
أنَ القلوبَ سَرائرٌ تتسنَّمُ
اللاذقية.. سوريا
16/1/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...