الجمعة، 23 فبراير 2018

الشبح العاشق ... الشاعر الدكتور Foaz Albhir

الشبح العاشق
أقبلَت نحو َمقامي في خفر
بلهاثٍ محزن ٍ بعد السحر
تذرفُ الدمعَ وتمضي في أسى
مثلَ من يبحثُ عن بعض ِالأثر
وأراها من بعيدٍ قد أتت
تسرعُ الخطوَ وترنو في حذر
أتراها إن رأتني ثانيا ً
واقفاً خلفَ المرايا والصور
تقبلُ العذرَ لصبٍّ عاشقٍ
أسلمَ الروح َلمولاهُ ومر
أم تُراها لم تعد تحفلُ بي
فأنا صرتُ لها محضَ خبر
كنتُ قبلاً في لباسي سيدا ً
ثمَّ أصبحتُ هباءً وانتثر
صرتُ محبوساً بقبرٍ دارسٍ
والبلى سارَ بجسمي ونخر
لم يعد لي من وليفي مطلبٌ
غير أن يذكرني بين البشر
أختَ روحي لا تملّي واحضري
نحو قبري كلَّ يومٍ كالقمر
كنتُ ألقاكِ بلحم ٍودمٍ
في حنينٍ وجموحٍ وبطر
وانقضَت أيامُنا في غفلةٍ
وأتتنا بالرزايا والكدر
وافترقنا بعدَ أن كنا معاً
نبذرُ السعدَ ونحيا في سمر
لستُ أنساكِ ولا أنسى الذي
كانَ في القلب ِكإيمان ٍوقر
فإذا جئتِ إلى قبري فلا
تلعني حظاً ولا تلحي قدر
واسألى المولى بأن يغفرَ لي
زلةً قد جاءها عبدٌ عثر
وعسانا نلتقي في موسمٍ
نحصدُ البستانَ أو نجني الثمر
إنَّ هذا الحبَّ يبقى خالدا ً
مثلَ حقلٍ لم يغب عنهُ المطر
فإذا غبتُ بأسمالي فقد
صرتُ طيفاً لاحَ حيناً واستتر
فاذكريني كلَّ يومٍ ساعةً
كي يظلَّ الحبُّ حيا ًكالشجر
وابعثي لي بسمةً طيبةً
تطربُ السمعَ وتجتاحُ النظر
كنتُ ميتاً وأنا الآن هنا
زالَ عني كلُّ خوفٍ وخطر.
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...