تحلو الحياة
---------
-لم يبقَ خلٌّ بدنيانا يواسينا....أينَ الأحبَّةُ في دنيا تآخينا؟
-أضحتْ منازلُهم بالحزنِ غارقةً....بعدَ الغيابِ وما جفّتْ مآقينا
"كانوا قِلادةَ جِيدِ الدهرِ فانفرطتْ"...وفي جبينِ العلا كانوا حساسينا
-كم من صديقٍ نأى عنّا فأوجعنا....وكم مواسٍ لنا قبلاً يوافينا
-مُرُّ الكؤوسِ سقَونا من تباعدِهم....من نارِ غربتهم شاختْ أمانيناجه
-ما أفظعَ الدّهرَ إنْ تبدُ بلا أملٍ.....مواجعُ الناسِ،قد حطّوا الأسى فينا
-ولم تزلْ في شفاهِ اللومِ تذكُرنا.....تلكَ الأماسي بجمرِ البعدِ تكوينا
-لكنّهم في حنايا القلبِ موطنُهم....رغمَ البعادِ فلا الأيامُ تُنسينا
-عهدُ المودّةِ باقٍ لا يفرِّقُنا......إلاّ المماتُ ونحنُ في مغانينا
-بالأمسِ كانوا لنا أصفى أحبتنا.....واليومَ قد غيّر البعدُ المحبِّينا
-طيَّ الفؤادِ هُمُ كالنبضِ في دمنا....ننسى الهمومَ ولا ننسى غوالينا
-يا غائبين عنِ الأوطانِ قد يبُستْ...هذي الشفاهُ التي صاغتْ قوافينا
-عُودوا إلى وطنٍ ما زالَ مكتئباً....من فرطِ ما ساءَهُ ، فالدهرُ يؤسينا
-عودوا إليه لكي بالخيرِ يشمُلُكم....لم ينسَ جهدَكمُ، ما زالَ يُحْيينا
-فيه قضينا طفولاتِ المنى فرحاً....وسوف نقضي بقايا العمرِ أهلينا
-فيه الشهيدُ يُزفُّ في ملابسهِ....مسافرٌ في جِنانِ الخُلدِ مفتونا
-فيه السماحةُ زادتْ من تآلفنا....فيه البطولاتُ نورٌ في ليالينا
-فيه الرجاءُ لمَن يلقى أخا شرفٍ....طابتْ نسائمُهُ يا لرَّياحينا
-شاءَ الإلهُ بأن كنّا بجنّتهِ....خلواً من الكرْهِ إلاّمَنْ يُعادينا
-منه اقتلعنا جذورَ الشرِّ قاطبةً....وعانقَ المجدُ أبطالاً ميامينا
-لم نُخلفِ الوعدَ،نحن في مدارِجِه....حدُّ السيوفِ وما ملّتْ أيادينا
-نرنو إلى قدسِنا تزهو بقامتها.....ينسابُ تاريخُها ورداً ونسرينا
-أرضٌ تُدنَّسُ والأعرابُ في زمنٍ....ماتَ الوفا والهمُّ يفنينا
-كم غاصبٍ بثيابِ الحقدِ مؤتزرٍ.....أو من عُلُوجٍ وقد صاروا سلاطينا
-نأبى ادِّعاءاتهم ما جاؤوا من كَذِبٍ...ما دامَ سيفُ الزمانِ طوعَ أيدينا
-بُوركْتَ يا وطنَ الأمجادِ من وطنٍ....هذي القرابينُ من أندى الوفيينا
-الشكرُ للهِ أنْ ناضلتَ منتصراً....لم تُبقِ في أرضنا هذي الثعابينا
-الشكرُ للهِ كم أطلقْتَ من قَسَمٍ....ألاّ بقاءَ لعادٍ قد يُعادينا
-هذا هو وطني بالحبِّ يغمُرنا....نحن الأباةُ سنبقى في أراضينا
-تحلو الحياةُ هنا رغمَ قساوتها.....رغمَ المرارةِ ،ما أحلى أماسينا
فالشمسُ مشرقةٌ في كلِّ زاويةٍ.....ويصدحُ الحقُّ مختالاً بأيدينا
(سركيس ليّوس )
---------
-لم يبقَ خلٌّ بدنيانا يواسينا....أينَ الأحبَّةُ في دنيا تآخينا؟
-أضحتْ منازلُهم بالحزنِ غارقةً....بعدَ الغيابِ وما جفّتْ مآقينا
"كانوا قِلادةَ جِيدِ الدهرِ فانفرطتْ"...وفي جبينِ العلا كانوا حساسينا
-كم من صديقٍ نأى عنّا فأوجعنا....وكم مواسٍ لنا قبلاً يوافينا
-مُرُّ الكؤوسِ سقَونا من تباعدِهم....من نارِ غربتهم شاختْ أمانيناجه
-ما أفظعَ الدّهرَ إنْ تبدُ بلا أملٍ.....مواجعُ الناسِ،قد حطّوا الأسى فينا
-ولم تزلْ في شفاهِ اللومِ تذكُرنا.....تلكَ الأماسي بجمرِ البعدِ تكوينا
-لكنّهم في حنايا القلبِ موطنُهم....رغمَ البعادِ فلا الأيامُ تُنسينا
-عهدُ المودّةِ باقٍ لا يفرِّقُنا......إلاّ المماتُ ونحنُ في مغانينا
-بالأمسِ كانوا لنا أصفى أحبتنا.....واليومَ قد غيّر البعدُ المحبِّينا
-طيَّ الفؤادِ هُمُ كالنبضِ في دمنا....ننسى الهمومَ ولا ننسى غوالينا
-يا غائبين عنِ الأوطانِ قد يبُستْ...هذي الشفاهُ التي صاغتْ قوافينا
-عُودوا إلى وطنٍ ما زالَ مكتئباً....من فرطِ ما ساءَهُ ، فالدهرُ يؤسينا
-عودوا إليه لكي بالخيرِ يشمُلُكم....لم ينسَ جهدَكمُ، ما زالَ يُحْيينا
-فيه قضينا طفولاتِ المنى فرحاً....وسوف نقضي بقايا العمرِ أهلينا
-فيه الشهيدُ يُزفُّ في ملابسهِ....مسافرٌ في جِنانِ الخُلدِ مفتونا
-فيه السماحةُ زادتْ من تآلفنا....فيه البطولاتُ نورٌ في ليالينا
-فيه الرجاءُ لمَن يلقى أخا شرفٍ....طابتْ نسائمُهُ يا لرَّياحينا
-شاءَ الإلهُ بأن كنّا بجنّتهِ....خلواً من الكرْهِ إلاّمَنْ يُعادينا
-منه اقتلعنا جذورَ الشرِّ قاطبةً....وعانقَ المجدُ أبطالاً ميامينا
-لم نُخلفِ الوعدَ،نحن في مدارِجِه....حدُّ السيوفِ وما ملّتْ أيادينا
-نرنو إلى قدسِنا تزهو بقامتها.....ينسابُ تاريخُها ورداً ونسرينا
-أرضٌ تُدنَّسُ والأعرابُ في زمنٍ....ماتَ الوفا والهمُّ يفنينا
-كم غاصبٍ بثيابِ الحقدِ مؤتزرٍ.....أو من عُلُوجٍ وقد صاروا سلاطينا
-نأبى ادِّعاءاتهم ما جاؤوا من كَذِبٍ...ما دامَ سيفُ الزمانِ طوعَ أيدينا
-بُوركْتَ يا وطنَ الأمجادِ من وطنٍ....هذي القرابينُ من أندى الوفيينا
-الشكرُ للهِ أنْ ناضلتَ منتصراً....لم تُبقِ في أرضنا هذي الثعابينا
-الشكرُ للهِ كم أطلقْتَ من قَسَمٍ....ألاّ بقاءَ لعادٍ قد يُعادينا
-هذا هو وطني بالحبِّ يغمُرنا....نحن الأباةُ سنبقى في أراضينا
-تحلو الحياةُ هنا رغمَ قساوتها.....رغمَ المرارةِ ،ما أحلى أماسينا
فالشمسُ مشرقةٌ في كلِّ زاويةٍ.....ويصدحُ الحقُّ مختالاً بأيدينا
(سركيس ليّوس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق