الأحد، 15 أبريل 2018

تحلو الحياة .... الشاعر سركيس ليوس ...Sarkis layous

تحلو الحياة
---------
-لم يبقَ خلٌّ بدنيانا يواسينا....أينَ الأحبَّةُ في دنيا تآخينا؟
-أضحتْ منازلُهم بالحزنِ غارقةً....بعدَ الغيابِ وما جفّتْ مآقينا
"كانوا قِلادةَ جِيدِ الدهرِ فانفرطتْ"...وفي جبينِ العلا كانوا حساسينا
-كم من صديقٍ نأى عنّا فأوجعنا....وكم مواسٍ لنا قبلاً يوافينا
-مُرُّ الكؤوسِ سقَونا من تباعدِهم....من نارِ غربتهم شاختْ أمانيناجه
-ما أفظعَ الدّهرَ إنْ تبدُ بلا أملٍ.....مواجعُ الناسِ،قد حطّوا الأسى فينا
-ولم تزلْ في شفاهِ اللومِ تذكُرنا.....تلكَ الأماسي بجمرِ البعدِ تكوينا
-لكنّهم في حنايا القلبِ موطنُهم....رغمَ البعادِ فلا الأيامُ تُنسينا
-عهدُ المودّةِ باقٍ لا يفرِّقُنا......إلاّ المماتُ ونحنُ في مغانينا
-بالأمسِ كانوا لنا أصفى أحبتنا.....واليومَ قد غيّر البعدُ المحبِّينا
-طيَّ الفؤادِ هُمُ كالنبضِ في دمنا....ننسى الهمومَ ولا ننسى غوالينا
-يا غائبين عنِ الأوطانِ قد يبُستْ...هذي الشفاهُ التي صاغتْ قوافينا
-عُودوا إلى وطنٍ ما زالَ مكتئباً....من فرطِ ما ساءَهُ ، فالدهرُ يؤسينا
-عودوا إليه لكي بالخيرِ يشمُلُكم....لم ينسَ جهدَكمُ، ما زالَ يُحْيينا
-فيه قضينا طفولاتِ المنى فرحاً....وسوف نقضي بقايا العمرِ أهلينا
-فيه الشهيدُ يُزفُّ في ملابسهِ....مسافرٌ في جِنانِ الخُلدِ مفتونا
-فيه السماحةُ زادتْ من تآلفنا....فيه البطولاتُ نورٌ في ليالينا
-فيه الرجاءُ لمَن يلقى أخا شرفٍ....طابتْ نسائمُهُ يا لرَّياحينا
-شاءَ الإلهُ بأن كنّا بجنّتهِ....خلواً من الكرْهِ إلاّمَنْ يُعادينا
-منه اقتلعنا جذورَ الشرِّ قاطبةً....وعانقَ المجدُ أبطالاً ميامينا
-لم نُخلفِ الوعدَ،نحن في مدارِجِه....حدُّ السيوفِ وما ملّتْ أيادينا
-نرنو إلى قدسِنا تزهو بقامتها.....ينسابُ تاريخُها ورداً ونسرينا
-أرضٌ تُدنَّسُ والأعرابُ في زمنٍ....ماتَ الوفا والهمُّ يفنينا
-كم غاصبٍ بثيابِ الحقدِ مؤتزرٍ.....أو من عُلُوجٍ وقد صاروا سلاطينا
-نأبى ادِّعاءاتهم ما جاؤوا من كَذِبٍ...ما دامَ سيفُ الزمانِ طوعَ أيدينا
-بُوركْتَ يا وطنَ الأمجادِ من وطنٍ....هذي القرابينُ من أندى الوفيينا
-الشكرُ للهِ أنْ ناضلتَ منتصراً....لم تُبقِ في أرضنا هذي الثعابينا
-الشكرُ للهِ كم أطلقْتَ من قَسَمٍ....ألاّ بقاءَ لعادٍ قد يُعادينا
-هذا هو وطني بالحبِّ يغمُرنا....نحن الأباةُ سنبقى في أراضينا
-تحلو الحياةُ هنا رغمَ قساوتها.....رغمَ المرارةِ ،ما أحلى أماسينا
فالشمسُ مشرقةٌ في كلِّ زاويةٍ.....ويصدحُ الحقُّ مختالاً بأيدينا
(سركيس ليّوس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...