السبت، 14 ديسمبر 2019

في فجر كل يوم ................ الشاعر حكمت نايف خولي

حكمت نايف خولي
في فجر كلِّ يوم
في فجرِ كلِّ يومٍ جديد
يولدُ فينا إنسانٌ جديد
يحملُ أحلاماً وأمانٍ جديدة
يتطلَّعُ إلى آفاقٍ أكثرَ امتداداً
واتساعاً من يومِ أمس
النفسُ البشريةُ كونٌ ليس له حدود
تتفاعلُ فيها تتمازجُ وتنصهرُ
ربواتٌ الربواتِ من الأحاسيسِ والمشاعرِ والعواطفِ
من الذكرياتِ والعاداتِ والمفاهيم
منها ما يُصبحُ عبئاً على الإنسانِ
يكدِّرُ حياتَه ينغِّصُ عيشَه
منها ما يكونُ مقبولاً هنا مرفوضاً هناك
فبتغيُّرِ الأزمان والأماكن تتغيَّرُ المفاهيمُ
تتغيَّرُ الأحكام على هذه المفاهيم
هنا يكمنُ سرُّ التطوُّرِ في الشخصيَّة الإنسانية
فليس هناك ثباتٌ على شيء
كلُّ شيءٍ يتغيَّرُ ويتبدَّلُ
حياةُ الشُّعورِ جريانٌ دائمٌ دون توقُّفٍ
في فجرِ كلِّ يومٍ جديدٍ تولدُ فينا أشياءٌ جديدةٌ
ما علينا إلاَّ أن نتلمَّسها برهافةِ حسِّنا
نطوِّرُ منها ما يناسبُنا نقمعُ ما لا يتلاءمُ مع حياتِنا
نضعُ على رفوفِ متحفِ الذكرياتِ ما أصبحَ
بائداً وغير صالحٍ
هناك عاطفتان أصيلتان في الجبلة البشرية
عاطفةُ الحبِّ وعاطفة الكراهية ِ
منهما تتفرَّعُ تتشعَّب مشاعرٌ عديدةٌ
بشتَّى الأشكالِ والألوان
مشاعرٌ إيجابيَّةٌ مفيدةٌ نافعةٌ للفردِ وسواه
ومشاعرٌ سلبيةٌ ضارَّةٌ بالإنسانِ وسواه
كم جميلٌ بنا لو نتعلَّمُ كيف نتفحَّصُ
عواطفَنا ومشاعرَنا في فجرِ كلِّ يوم
ننمِّي ونغذِّي مشاعرَ الحبِّ وما يتفرَّعُ منها
ونروِّضُ مشاعِرنا السلبية نقمعُها لنتجنَّبَ
الإساءةَ والضَّررَ بنا وبالآخرين
هكذا نتطوَّرُ دائماً ننمو ونتغيرُ
نرتقي ونصعدُ بأرواحِنا نحو القِمم
نتسلَّقُ معارجَ الروحِ تخفُّ أثقالُ الجسدِ
نقتربُ من النور المقدسِ حيث نذوب ونتلاشى
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...