نِهايَةُ شاعرْ
كأسٌ مَــلأه ُالْقَــدر ُفي عُمـْري فَأضْناني
آهٍ مِنَ الْدُنْيا وَماحَمَلَتْهُ مِنْ ألَمٍ لإذْلالي
آهٍ وَأوَاهٍ وألْـفُ الآهِ مِنْ ألَمــي
ومِنْ مُرّهِ وَعَلقَمِهِ فأعماني وأضناني
شَرِبْتُ الكَأسَ مُبْتَسِماً وَمُبْتَهِجاً بأيامي
فَكانَ حُلْوهُ مُـــــرٌّ فأعْياني
وَكانَ مُـــــرّهُ حُلْــــواً فأغْراني
وَمَعَ الأيام ِأدْماني فأشـْقاني
نَظَرْتُ بِذاكَ الكَأسِ مُنْتَظِراً نِهاياتي
فَكانَ الكَأسُ مَمْزوجاً بِسُمٍ قاتِلٍ حُلُمي
فـــآلمَني وآذاني لِحُبِ العَيْشْ
فَضـــاقَ الصَدْرُ وَفـاضَ الْطَيْشْ
عَجِبْتُ لِذاكَ الكَأسِ حَيْرانِ
شَرابُهُ مُـرٌ كَعَلْقَمِ مرِّ أزْماني
ٌوَحُلْوهُ مُــر ٌفأضْنـــاني
ومالِلْعُمْرِ أحْضانٌ لتَحْضُنَني
وَجاءَ المَوْتُ مُرْتَدياً عَباءَةَ رُعْبْ
فَزَلْزَلَ داخِلي خَـــوْفَـــاً
مِن َالخَلاقِ مِنْ رَبي إلهِ الكَوْنْ
فــآلَمَني وَأرْعَبَنـــــي بِوِجْــداني
سَـألْتُهُ أأنْتَ مَلاكُ المَـوْتِ ياهَذا
وَقُلْتُ لَه :ُ بِصَمْتٍ مُبْهَمٍ قاتِلْ
وأنا على فِراشِ المَوْتِ أحْتَضِرُ
فَبَكَيْتُ ألماً وحزناً لأيامي
وَما بكائي لخوفي أوْ لِموتي
ولاهَرَباً مِنَ الأقْدارِ مِنْ قَدَري
وَلَكِنَّ خَوْفي مِنْ الخــَلاقْ
إلَهِ الكَـوْنِ مِنْ ربي ورب ُالكونْ
فَقَدْتُ صَبْرَ أيامي بآخِرَتي
فَكَرْرَّتُ عِبـــــاراتي لذاك القولْ
وماأحْبَبْتُ أنْ أبْكي أمامَ صَديقْ
وأفْضَحُ صَبْرَ أيَّامي لذاكَ الضِيْقْ في صَدْري
فَدَعـوتُ كلَّ أوْلادي إلى حِجْري
وَكُنْتُ أشــْعُرُ أني فقــدت ُالصبرْ
وَجاءَتْ سَكْرَتُ المَوْت ِفي نِهاياتي
بَكَتْ عَيْنيَّـــا في صَمْتٍ
وَأنا على فِراشِ الْمَـوْتِ أحْتَضِرُ
فَخـاطَبْتُهُمْ بِنَظـَراتي وَقُلتُ لـَهُم ْ:
أرجوكمْ رَجـاءً مابَعـْدَهُ آتٍ لآتِ
وَكَرَرْتْ عِباراتي وَقُلْت ُلَهْمْ :
لا تَحْـزَنــــوا الكُلَّ زائـــــلْ
وَخالِق ُالخَلْقِ هو َرَبي هوَ الباقي
أرْجـوكُمْ كونـوا ضيائي بَعْدَ المَوْتِ والساقي
فَنَظـَرَ إليَّ مـلاكُ المَـوتِ وبكى
فَقـُلتُ لَهُ : صَديقــاً يَحْمِـلُ سَيْفـاً
لِيَقْتِلَني أمــــــامَ كلِّ أولادي
أأنْتَ المــَوتُ ياهـــــذا الصَديقُ
أأنْتَ المَوْتُ ياذاكَ الحَبيبُ
فَنَظَرَ إليَّ مُبْتَسِماً مَلاكُ المَوْتْ
فأرعَبَني وآلَمَني بِحَضْرَتِه ِبِذَاكَ الصَمْتْ
فَقالَ إليَّ : أتَيْتُكَ كَي أُرِيحَكَ مِنْ ألَمِ الحَياةِ
أرْسـَلَني إلَهُـكْ إلهُ الكَـوْنِ ياهذا
فَــلا تَحْــزَنْ لِهَــذا القُـولْ
بَكَيْتُ وَكانَ بُكائي خُوْفاً مِنَ الجَبّارْ
مِنَ القَهـــارْ مِنَ المَــــوْلى
مِنَ المُتَعـــــالْ مِنْ رَبي
فَقُلْتُ لهُ : وَفي بُؤسٍ رَهِيبٍ كُلهُ خَـوفٌ
وَمُلـُؤهُ خَجــَلٌ مِنََ الخَــــلاقِ
ِمِنْ رَبي إلـــــهِ الكــَـوْنْ
وَقُـلتُ له : أتُنْصفُني !!!
وَتُمْهِـــــلُني دَقِيقَــةَ صَبْرْ
فَنَظَرَ إلَيَّ مَلاكُ المَوْتِ مُبْتَسِمــاً
فَقُلتُ لَهُ : أنا بالطُهــْرِ مُلْتـَزِمٌ
أصَلّي رُكْعَتَينْ إذا أمْهَلْتَني
فَنَظَرَ إليَّ مَرَّةً أُخْرى ومُبْتَسِماً وَجاوَبَني بِلُطْفٍ لا .. لا .. لا ..
لَقـَدْ مَضى قِطـارُ الْعُمْـرِ ياهَـــذا
نـادَيْتُهُ حَبيْبـي يامـَلاكَ المــَوْتِ يـاقَــدَري
خُذْني إلى رَبّي إلى الرَحْمَنِ يَرْحَمُني
فَلا زَوْجــي ســَتَرْحَمُنــــي
ولا وَلَـدي سَيَنْقِذُنـــي بِحَضْرَتِهِ
هوَ رَبّي إلَهُ الْكَونِ يُنْصِفُني
أرْجـوكَ خـُـــذْني .. خُــــذْني
خــُذْني إلى الــرَحْمَنِ يَــرَحَمُني
فَما عُدْتُ أحْتَمِـلُ الحَيــاةَ مِنْ ألمي
مـاعُدْتُ أحْتَمِلُ أيَ ساقٍ لساقِ
قصيدة حـرة
من روائــع الشعـر الفصيـح
بقلم الأديب الدكتور
الشاعر غازي أحمد خلف
كأسٌ مَــلأه ُالْقَــدر ُفي عُمـْري فَأضْناني
آهٍ مِنَ الْدُنْيا وَماحَمَلَتْهُ مِنْ ألَمٍ لإذْلالي
آهٍ وَأوَاهٍ وألْـفُ الآهِ مِنْ ألَمــي
ومِنْ مُرّهِ وَعَلقَمِهِ فأعماني وأضناني
شَرِبْتُ الكَأسَ مُبْتَسِماً وَمُبْتَهِجاً بأيامي
فَكانَ حُلْوهُ مُـــــرٌّ فأعْياني
وَكانَ مُـــــرّهُ حُلْــــواً فأغْراني
وَمَعَ الأيام ِأدْماني فأشـْقاني
نَظَرْتُ بِذاكَ الكَأسِ مُنْتَظِراً نِهاياتي
فَكانَ الكَأسُ مَمْزوجاً بِسُمٍ قاتِلٍ حُلُمي
فـــآلمَني وآذاني لِحُبِ العَيْشْ
فَضـــاقَ الصَدْرُ وَفـاضَ الْطَيْشْ
عَجِبْتُ لِذاكَ الكَأسِ حَيْرانِ
شَرابُهُ مُـرٌ كَعَلْقَمِ مرِّ أزْماني
ٌوَحُلْوهُ مُــر ٌفأضْنـــاني
ومالِلْعُمْرِ أحْضانٌ لتَحْضُنَني
وَجاءَ المَوْتُ مُرْتَدياً عَباءَةَ رُعْبْ
فَزَلْزَلَ داخِلي خَـــوْفَـــاً
مِن َالخَلاقِ مِنْ رَبي إلهِ الكَوْنْ
فــآلَمَني وَأرْعَبَنـــــي بِوِجْــداني
سَـألْتُهُ أأنْتَ مَلاكُ المَـوْتِ ياهَذا
وَقُلْتُ لَه :ُ بِصَمْتٍ مُبْهَمٍ قاتِلْ
وأنا على فِراشِ المَوْتِ أحْتَضِرُ
فَبَكَيْتُ ألماً وحزناً لأيامي
وَما بكائي لخوفي أوْ لِموتي
ولاهَرَباً مِنَ الأقْدارِ مِنْ قَدَري
وَلَكِنَّ خَوْفي مِنْ الخــَلاقْ
إلَهِ الكَـوْنِ مِنْ ربي ورب ُالكونْ
فَقَدْتُ صَبْرَ أيامي بآخِرَتي
فَكَرْرَّتُ عِبـــــاراتي لذاك القولْ
وماأحْبَبْتُ أنْ أبْكي أمامَ صَديقْ
وأفْضَحُ صَبْرَ أيَّامي لذاكَ الضِيْقْ في صَدْري
فَدَعـوتُ كلَّ أوْلادي إلى حِجْري
وَكُنْتُ أشــْعُرُ أني فقــدت ُالصبرْ
وَجاءَتْ سَكْرَتُ المَوْت ِفي نِهاياتي
بَكَتْ عَيْنيَّـــا في صَمْتٍ
وَأنا على فِراشِ الْمَـوْتِ أحْتَضِرُ
فَخـاطَبْتُهُمْ بِنَظـَراتي وَقُلتُ لـَهُم ْ:
أرجوكمْ رَجـاءً مابَعـْدَهُ آتٍ لآتِ
وَكَرَرْتْ عِباراتي وَقُلْت ُلَهْمْ :
لا تَحْـزَنــــوا الكُلَّ زائـــــلْ
وَخالِق ُالخَلْقِ هو َرَبي هوَ الباقي
أرْجـوكُمْ كونـوا ضيائي بَعْدَ المَوْتِ والساقي
فَنَظـَرَ إليَّ مـلاكُ المَـوتِ وبكى
فَقـُلتُ لَهُ : صَديقــاً يَحْمِـلُ سَيْفـاً
لِيَقْتِلَني أمــــــامَ كلِّ أولادي
أأنْتَ المــَوتُ ياهـــــذا الصَديقُ
أأنْتَ المَوْتُ ياذاكَ الحَبيبُ
فَنَظَرَ إليَّ مُبْتَسِماً مَلاكُ المَوْتْ
فأرعَبَني وآلَمَني بِحَضْرَتِه ِبِذَاكَ الصَمْتْ
فَقالَ إليَّ : أتَيْتُكَ كَي أُرِيحَكَ مِنْ ألَمِ الحَياةِ
أرْسـَلَني إلَهُـكْ إلهُ الكَـوْنِ ياهذا
فَــلا تَحْــزَنْ لِهَــذا القُـولْ
بَكَيْتُ وَكانَ بُكائي خُوْفاً مِنَ الجَبّارْ
مِنَ القَهـــارْ مِنَ المَــــوْلى
مِنَ المُتَعـــــالْ مِنْ رَبي
فَقُلْتُ لهُ : وَفي بُؤسٍ رَهِيبٍ كُلهُ خَـوفٌ
وَمُلـُؤهُ خَجــَلٌ مِنََ الخَــــلاقِ
ِمِنْ رَبي إلـــــهِ الكــَـوْنْ
وَقُـلتُ له : أتُنْصفُني !!!
وَتُمْهِـــــلُني دَقِيقَــةَ صَبْرْ
فَنَظَرَ إلَيَّ مَلاكُ المَوْتِ مُبْتَسِمــاً
فَقُلتُ لَهُ : أنا بالطُهــْرِ مُلْتـَزِمٌ
أصَلّي رُكْعَتَينْ إذا أمْهَلْتَني
فَنَظَرَ إليَّ مَرَّةً أُخْرى ومُبْتَسِماً وَجاوَبَني بِلُطْفٍ لا .. لا .. لا ..
لَقـَدْ مَضى قِطـارُ الْعُمْـرِ ياهَـــذا
نـادَيْتُهُ حَبيْبـي يامـَلاكَ المــَوْتِ يـاقَــدَري
خُذْني إلى رَبّي إلى الرَحْمَنِ يَرْحَمُني
فَلا زَوْجــي ســَتَرْحَمُنــــي
ولا وَلَـدي سَيَنْقِذُنـــي بِحَضْرَتِهِ
هوَ رَبّي إلَهُ الْكَونِ يُنْصِفُني
أرْجـوكَ خـُـــذْني .. خُــــذْني
خــُذْني إلى الــرَحْمَنِ يَــرَحَمُني
فَما عُدْتُ أحْتَمِـلُ الحَيــاةَ مِنْ ألمي
مـاعُدْتُ أحْتَمِلُ أيَ ساقٍ لساقِ
قصيدة حـرة
من روائــع الشعـر الفصيـح
بقلم الأديب الدكتور
الشاعر غازي أحمد خلف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق