تَحْتَ شَجَرَةِ الغَرام
كُتِبَ على أغْصانها
سَعيدٌ مَنِ اِسْتَظَلَّ بِها
لِلْحَبيبَة الَّتي اِخْتَرْتَها
إذا كُنْتَ شاعِراً عَطِّرْها
بِكِتابَة قَصيدَة لَها
القَصيدُ في نَعْتها
يُؤَجِّجُ المَشاعِرَ بذِكْرها
قال مَنْ جَنَّ بِعِشْقها
كامِلَةُ الأوْصاف أراها
تَحْلو الحَياةُ في كَنَفها
تَسْتَعْصِ القافِيَة عَلَيْها
حُروفٌ عاصِيَةٌ لِوَصْفها
تَمَثَّلَ البَدْرُ في اِبْتِسامها
كبَسْمَةِ الشَّمْسِ صورَتُها
كَلِمات غَيرُ كافيَةٍ لَها
مِن قِطْعَةِ فَيرزِ عُيونُها
تَأْليفٌ موسيقِيٌّ صَوْتُها
كَدُجى اللَّيلِ شَعْرُها
نَظْرَةٌ كالشَهدِ بَيْنَ ثناياها
كَلَوْحَةٍ بِكامِل جَمالِها
كمَلاكٍ عُيوني تَراها
أبى لُبُّ قَلْبي نِسْيانَها
أصابَتْهُ لَوْعَةُ غِيابِها
طَوَّقَتْهُ رِياحُ هَواها
هُيامٌ يَرتَشِفُ شَغَفَها
ما زال دَنَفاً مِن حُبِّها
سِياجُ الصَّمْتِ غَرامُها
ما لي في الحَياة مِثْلُها
نَطَقَ الفؤادُ قالَ أُحِبُّها
أهيمُ وَجْداً حُبّاً بِها
عَهْدٌ لَنْ أهيمَ بِغيرِها
لا أحلامٌ إلاّ مَعها
على غِرَّةٍ سِهامُ غَرامِها
أصابَتْني كَما أصابَتْها
الدُّنيا بِما حَوَتْ فِداها
هَلْ يَسْمَحُ الدَّهْرُ بِعَودَتها
قالَتْ نَسيمُ الصَّباحِ بَشَّرَني
بِخِطاب الحَبيبِ الأوَّلِ جاءَني
قالَتْ كادَ الشَّوْقُ أنْ يَقْتُلَني
مَتى يَرْوي الحَبيبُ ما أَظْمَأني
لَيْتَهُ يَعْلَمُ كَيفَ البُعْدُ يُمَزِّقُني
بَلِّغوهُ بُرْكانَ الهَوى يُحْرِقُني
أنا أتَذَكَّرُهُ و إنْ لَمْ يَتَذَكَّرْني
أبْوابُ الغَرامِ فَتَحْتُها بِأسْناني
نارُ البُعْدِ زَمانِ الشَّوقِ تُطَوِّقُني
لَنْ تَذْبَلَ وُرودُ بُسْتاني
إنْ عَشَقْتُكَ و عَشَقْتَني
لَنْ أسْمَحَ لِلصَّبْر أنْ يُوَدِّعَني
أمْواجُ بَحْرِ الحَنينِ تُطارِدُني
إنْ فَرًّتْ الحياةُ بِما يُسْعِدُني
صامِدَةٌ حَتَّى أُحِقِّقَ ما شَغَلَني
حَتّى أُغْلِقَ عَلَيْكَ بابَ وِجداني
أيُّها القَدَرُ إنْ كُنْتَ تَسْمَعُني
اِلْتَفِتْ زُرْ بَشِّرْ عِنْدَكَ عُنْواني
طنجة 09/11/2020
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق