الخميس، 30 مايو 2024

نوافذ العمر ........ الشاعر القدير محمد قاسم ابو ثائر

 نوافذ العمر:

تركت الليل يسكر للصباح
ويسكب كأسه راحاً براحِ
فأمسكت الحروف بكل جدٍّ
فكان الشعر أشبه بالأقاحِ
فتغريدي كموج البحر يشدو
على الشطآن أشبه بالوشاح
تسائلني القصائد عن مرامي
فتبكي مقلتيٌَ بلا نواح
أدغدغ ما تبقى من شجوني
وأدمع بالإياب وبالرواح
وليلي بات يجعلني كأني
شراع مات في موج انزياحي
فبئس القوم من رحلوا بعيداً
وكان بعادهم موت ارتياحي
فهبٌت من رياحهم شجوني
وليلي صار مدمى بالجراح
ألوٌن ماتبقى من فتونٍ
بساح العمر مذ جفٌَت بطاحي
تسائلني الزهور وقد جناها
شقاءٌ ضجَّ من فرط الصياح
بكتني كل نائحة بصمتٍ
فهل يا دهر أعجبك انبطاحي
أنام معانداً صبري بصبرٍ
وأغفو ما تيسٌَرَ للصباح
محمد قاسم أبو ثائر 30/5/2024

ندى المحبوب .......... الشاعر حكمت نايف خولي

 ندى المحبوب

لا َتـلـُم ْ قـلـبي إذا رام َ النــَّوى
ملـَّت ِ الأحزان ُ نفسي والجَّوى
والبِقاع ُ القفر ُ أمست ْ موطني
بعد َ ما ودَّعـت ُ أوهـام َ الهوى
***
غايـة ُ الإنـسان ِ ُلـغز ٌ كـامـن ٌ
ما وراء َ الحِس ِّ يحيا والشــُّعورْ
كلـّـَـما حـاولـت ُ أن أحظى به ِ
فـرَّ مـني هاربا ً يأبى الـظـُّهور ْ
قد ظننت ُ الحُب َّ يجـلو ما به ِ ..... َ
فتوارى واختفى بين َ القـُـشور ْ
***
تعِبت ْ في البحث ِ نفسي فارتمت ْ
في سحيق ِ اليأس ِ في يمِّ الضَّياع ْ
وأرادت ْ أن ُتـســــرِّي مـا بـهـا
فـاسـتـبـاحت ْ كلَّ ألوان ِ الـمِتــاع ْ
وَمضت ْ في َغيـِّـها مـســـحورة َ
فـطـواها الـموج ُ وانهد َّ الشِراع ْ
***
ثم َّ عـادت ْ بعد َ أن طال َ النـَّوى
فبدا في بَوحِها سِـر ٌّ عَــجــيــب ْ
من رَماد ِ اليأس ِفي حضن ِالأسى
أشرق َ الإيمان ُ في القلب ِ الكئيب ْ
فأنــار َ الــدَّرب َ حُـبـــَّا ً هــاديـا
وأبان َالأفق َ عن كــون ٍ رحـيــب ْ
تـرتع ُ الأرواح ُ فـــي أجـــوائِه ِ
وَتشُف ُ النـُّــور َ من كأس ِ الحّبيب ْ
ويَذ ُوب ُ الكـل ُّ في حضن ِالهوى
من َنـدى المحبوب ِ للصـَّادي َنصيبْ
حكمت نايف خولي

الأربعاء، 29 مايو 2024

هذا المسخ فكري ......... الشاعر حكمت نايف خولي

 هذا المِسخ ُ فكري

مَشيت ُ على تِلال ِ الشوك ِ دَهْرا ً
أغَذِّي الرُّوحَ َخمْراً من دِمائي
وَمن قهْرِ اللـَّذائذ ِ صُغتُ جَمْرا ً
لأكوي عِلـَّتي فيزول ُ دائـــي
وَغاصَ الفِكرُ في عِمْق ِ الخطايا
يُـجـالِـِدُ كـلَّ أهـوال ِ الـقـضـاء ِ
تعَفـَّنَ في كهوف ِ اليأس ِ حَتـَّى َ
تهاوى النـُّورُ مَذبوحَ الرَّجـاء ِ
وَبـاتَ الكـونُ هَذ ْرا ً لـيس َ إلا َّ
وَأقـْفرَتْ السَّماءُ مـن َ الضـِّياء ِ
وُجودٌ زائِــفٌ كــون ٌ سَــــرابٌ
وَوَهْم ٌ يَرتـَدي ثوب َ البَقــــاء ِ
وَهذا المِسْخُ فِكري لا يَــــزال ُ
يُـؤَرِّقـني ويُـذكـي في عَنائي
وَكم ْ يَجِد ُ المَلذ َّة َ في عَذابـي َ
فيُضـْنيني ويَسْخـَر ُمن شقائي
وَيُوهِمُني الفنـاءَ مَطافُ كون ٍ َ
تراكـَم َ من ُذرَيرات ِ الهَبـــاء ِ
وَسَوفَ يَعودُ للعَــدَم ِ اعْـتباطا ً
وَيُطـْوى في تَجــاويف ِ الفنـاء ِ
ذرَيــراتٌ تــهـيـمُ على هواهـا
لِتنـْسُجَ عَالـَما ً رَحْبَ الَفضاء ِ
لِتـُبدِع َ ، وَهْي َ َتلهو، من غُبار ٍ
مَـجَـرَّات ٍ ُتـغـرِّد ُ بانـْــتـِـشــاء ِ
يُـؤالِـفُ بَـينـَهـا حُبٌّ وعِشـْق ٌ
تـفـاني فـي الـمَـوَد َّة ِ والـوفـاء ِ
نِظام ٌ مُذ ْهِل ٌ يَنسابُ سِحْـرا ً
وَعَقل ٌ صيغ َ من مَوْج ِ السَّنـاء ِ
حَياة ٌ َترتقي قِمَمَ الـوجـــود ِ
وَتـَزْهو في التـَّجَدُّد ِ والـعَطــاء ِ
وَتـَسْمو فوقَ ما يَـهفو َخـيـال ٌ
إلـيه ِ منَ التـَّسامي والصَّــفـاء ِ
يَعودُ الفكرُ هذا المِسْـخُ يَـعْوي
وَيَنهَشُ ُقدْسَ أقداس ِ الــسَّــماء ِ
يُنـَصِّبُ من ُغبار ِالـكون ِ رَبَّاً
وَيَـعْـبُـدُ جـاهِـلا ً صَنـَم َ الهَبـاء ِ
وَيَنـْسى العَقـْلَ يَفعَـلُ في ُغبار ٍ
َفـيـَنـْـظـمُـهُ َقصائِد َ من ضِياء ِ
وَيَنـْسى الرُّوحَ َتنفـُخُ في ُتراب ٍ
فـتـَهْـدي الكونَ أنغام َ الـبَقـــاء ِ
وَيَنـْسى الكائِنَ الأعْلى تـعالـى
عـن ِ الأوصاف ِ أو لغـَة ِ الفناء ِ
فمنه ُالـكـونُ يـولــَد ُ والبَرايــا
تـشُـعُّ الـرُّوحُ مـن بَـدْء ِ ابْتِداء ِ
وَيَمْضي العَقل ُ يَعْمَلُ في الوجود ِ
وَيـَبْـقـى فـاعِـلا ً دونَ انـْــتِهاء ِ
كفـانـا أيُّـهـا الـفـِكـر ُ اعْتِزازا ً َ
فـما صَنـَعَتْ يَداكَ إلى الخـَواء ِ
فأنـْتَ مِنَ الهَباء ِ ومنـْهُ صاغتْ
يَـــداك َ لــهُ أفــانـيـنَ الـــرِّداء ِ
وَأمـَّا العَقـْلُ مـن نور ٍ َتــدَنـَّى
وَهذي الرُّوح ُ َخفق ٌ من َنقاء ِ
حكمت نايف خولي

الاثنين، 27 مايو 2024

والتقينا ............. الشاعر حكمت نايف خولي

 والتقينا

والـتـقـينـا بعْدَ دَهْـر ٍ من عِـناق ٍ في الخـيـال ِ
عَشيَت ْ عَينايَ زاغتْ من ُشروقات ِ الجَّمال ِ
لم أصَدِّقْ يَومها أنـِّي بِأحْضـان ِ الوِصـــال ِ
وَبِأنَّ المُشْــتـَهَى المَـحْمـومَ يَـدْ نو لــلـنـّـَوال ِ
هَلْ أنا في الواقِعِ المَحْسوس أمْ مَحْض اعْتِلال ِ؟
يا لقلبي الخائب ِ المَذبوح ِ يُضـْنيه ِ سُـؤالي
ــــــــــ
شهَقتْ كالنـَّار َتـذكـو ُقـمْ ُنمَتـِّعْ جَسَـدَيـنـا
فإذا َشلا لُ سِحْر ٍ حَطـَّ كالنـُّور ِ عَـليــنـــا
وَتــعَــرَّتْ َتــتـهـادى َفـتــلـوَّيْـتُ أنـــيـنــا
آيــَةُ الحُسْـن ِ َتسُحُّ الشـَّهْوة َ الظـَّمْأى جُنونا
ثغـْرُها بلْ جيدُها المَعْسول ُ يَفـْريني شجونا
بُرْعُماها ويْلَ قلبي قد هوى صَبـَّاً طعينــا
ـــــــــ
في ُذهول ِ الحُبِّ يَسْهو العَقلُ تنسابُ المشاعِرْ
تتلظـَّى النـَّفسُ نشـْوى فوقَ نيران ِ المَـجامِـرْ
يَتهاوى الجِّسْمُ مَحْموما ً كمَيْت ٍ غير شاعِرْ
يَتمَنـَّى المُشتَهى المَحْبوبَ َتثـْويه ِ المَحاجِـرْ
يَرْتضي الطـَّيفَ رَحوما ً طيِّعَ النـَّجْوى مُعاشرْ
يُغـْمِضُ الجَّفـْنين َ يَغفو سابِحا ً بين َ الخـَواطِرْ
حكمت نايف خولي

الجمعة، 24 مايو 2024

وراء الغيب .............. الشاعر حكمت نايف خولي

 وراء َ الغيب

يا رفـيـقـي فـي مـتـاهـات ِ الـدُّ نا
بـيــن َ أكوام ِ الأماني والـرِّغـاب ْ
جـمـعـتـْـنـا صحوة ُ النـَّفس ِ الـَّــتي
ثـمُـلت ْ من فض ِّ أختام ِ الحِجاب ْ
كم َتـخاطرنا ونـاجَـيـنـا الــدجـى
وَتـبـاد لـنـا ُســؤالا ً وجــــواب ْ
ما ارتضينا الجَّهل َ ديـنا ً أو هــوىً
أو مــلاذا ً فـَطـرقـْنـا كـــلَّ باب ْ
وَقضَـمنا الـشـَّـوك َ مُــرَّا ً مُـدميــا ً
وَتمزَّ قـْـنـا ِصراعــا وَعـــذاب ْ
فلهيف ُ الغوص ِ أدمــى عُــمــرنا
وِشباك ُ الصَّــيد ِ عادت ْ باليباب ْ
وَجنى الـعـمـر ِ ِرمال ٌ وحــصـى ً
وُندوب ٌ أورثـت ْ قلبي الِوصاب ْ
في َصـقيع ِ القـبر ِ يـومـا ً نـلـتـقــي
من جَنى الشـَّهد َومن صاد َالهَباب ْ
بضع ُ أعوام ٍ َسـتـمضي بـعـدهــا ُ
كـلـُّـنـا للأرض ِ نــأوي للتـُّـراب ْ
مـا وراء َ الـغيـب ِسِــرٌّ كــامــن ٌ
ليــس َ مَكشــوفا ً بعلم ٍ أو كِـتــاب ْ
كـل ُّ من رام َ دلــيـلا ً قــاطِـعـــــا ً
أو يقـيـنـا ً عاد َ مذعورا ً وخــاب ْ
سهـوة ٌ توحي إلينا من رؤى
ما ُيعيد ُ الـرُّوح َ للفهم ِ الصَّواب ْ
لو َتجـلـَّى السِــرُّ يـوما ً لـلــورى
أو أزحـنـا عـن خـفـاياه ُ النـِّــقـاب ْ
لم يَـعـُدْ لـلـرُّوح ِ َقـصـد ٌ هــادف ٌ
في جحيم ٍ من صِراعات ِ الرِّغاب ْ
في َلهيب ِ النـَّار ِ ُتـذكيها الـمـنى
ُتصطفى النـَّفس ُ وتهفو لـلثــَّــواب ْ
تـرتـقـي مَـلـهـوفـة ً نـحو السَّــنـا
وَيشـُـف ُّ العِبءُ عـنـهـا والـحِجاب ْ
في امتحان ِ العيش ِ َدرس ٌ لازِب ٌ
يَـتـبـارى في مرامـيه ِ الـطـِّـلاب ْ
طامح ٌ َيسمـو صُعــودا ً لـلــعُلا
وَخنوع ٌ يَرتضي َوحل َ الـتـُّـراب ْ
حكمت نايف خولي

الأربعاء، 22 مايو 2024

وهج المحبة ............. الشاعر حكمت نايف خولي

 وهَــج ُ المَحَــبـَّة

سَــأحـيا ما تـبقــَّى من زمــانـي
على َوهَج ِ المــحبــَّـة ِ والتـَّـفاني
سـأغـْمُـرُ كـُل َّ أركـان ِالـوجــود ِ
بــدفْءِ مشاعـري ولظى حَــناني
أعانــق ُ كـُـل َّ مَـخـلـوق ٍ بــــود ٍّ
ونشـْـوة ِ حالم ٍ بــُرؤَى الأمـــاني
أرى في كـُل ِّ حَـي ٍّ وجْـه َ رب ٍّ
توارى خلف َ أســـوار ِ المعــاني
وأوحى لـلـَّبـيـب ِ دروب َ َفـهْــم
ليسبـُـر َ غور َ أســـرار ِ الـزَّمـان
ليـَنـفـُـذ َ عَبـْـر َ أوصــال ٍ لصلـد ٍ
تـراكـم َ مُـبـدعا ً ُصــور َ المكانِ
مجــرَّات ٌ وأفــلاك ٌ سَـــكــارى
على وقـع ِ الملاحنِ ِ والأغـاني
يتيه ُ العَـقـل ُ مَـفـتـــونـا ً بـــكون ٍ
تَـمطـَّى طاويا ً حُـجُـب َ الـزَّ مان ِ
وما المحسوس ُ والمَـنـْـظور ُ إلا َّ
كـأنة ِ عـابـر ٍ بَــحْــر َالــَمغـاني
عوالم ُ ليسَ يُــدركـُهـا خـــيــال ٌ
مَـراتـِـع ُ لـلتـَّـأمـُّل ِ في الـجـِنان
شقـي ٌّ من تـقـوقـع َ في ِحـجـاب ٍ
وأفـتـن َ روحَـه ُ ألـــق ُ الـمَــكان ِ
شقـي ٌّ من يَرى الـد ُّنـيـا فــنــاءً
ومـا في الـكـَون ِ فـانـية ٌ وفـانـي
أنـا فـي الـكـون ِ كـون ٌ لا يُـدانى
وروح ٌ خـالـد ٌ عَـبْـــرَ الـزَّ مـان ِ
إلـه ٌ صـاغَــنــي رب ٌّ تـعــالــى
عَـن ِ الأزمان ِ عـن وهْـم ِ المكان
فقـبـل َالكون ِ كـنـْت ُوسوف َأبقى
إلـى الآبـــاد ِ َتـلفـَحُنــي الأمــاني
حكمت نايف خولي

 وهَــج ُ المَحَــبـَّة

سَــأحـيا ما تـبقــَّى من زمــانـي
على َوهَج ِ المــحبــَّـة ِ والتـَّـفاني
سـأغـْمُـرُ كـُل َّ أركـان ِالـوجــود ِ
بــدفْءِ مشاعـري ولظى حَــناني
أعانــق ُ كـُـل َّ مَـخـلـوق ٍ بــــود ٍّ
ونشـْـوة ِ حالم ٍ بــُرؤَى الأمـــاني
أرى في كـُل ِّ حَـي ٍّ وجْـه َ رب ٍّ
توارى خلف َ أســـوار ِ المعــاني
وأوحى لـلـَّبـيـب ِ دروب َ َفـهْــم
ليسبـُـر َ غور َ أســـرار ِ الـزَّمـان
ليـَنـفـُـذ َ عَبـْـر َ أوصــال ٍ لصلـد ٍ
تـراكـم َ مُـبـدعا ً ُصــور َ المكانِ
مجــرَّات ٌ وأفــلاك ٌ سَـــكــارى
على وقـع ِ الملاحنِ ِ والأغـاني
يتيه ُ العَـقـل ُ مَـفـتـــونـا ً بـــكون ٍ
تَـمطـَّى طاويا ً حُـجُـب َ الـزَّ مان ِ
وما المحسوس ُ والمَـنـْـظور ُ إلا َّ
كـأنة ِ عـابـر ٍ بَــحْــر َالــَمغـاني
عوالم ُ ليسَ يُــدركـُهـا خـــيــال ٌ
مَـراتـِـع ُ لـلتـَّـأمـُّل ِ في الـجـِنان
شقـي ٌّ من تـقـوقـع َ في ِحـجـاب ٍ
وأفـتـن َ روحَـه ُ ألـــق ُ الـمَــكان ِ
شقـي ٌّ من يَرى الـد ُّنـيـا فــنــاءً
ومـا في الـكـَون ِ فـانـية ٌ وفـانـي
أنـا فـي الـكـون ِ كـون ٌ لا يُـدانى
وروح ٌ خـالـد ٌ عَـبْـــرَ الـزَّ مـان ِ
إلـه ٌ صـاغَــنــي رب ٌّ تـعــالــى
عَـن ِ الأزمان ِ عـن وهْـم ِ المكان
فقـبـل َالكون ِ كـنـْت ُوسوف َأبقى
إلـى الآبـــاد ِ َتـلفـَحُنــي الأمــاني
حكمت نايف خولي

يا موت ........... الشاعر حكمت نايف خولي

 يا مَـوتُ

يا مَوت ُ كم داعَـبـت َ آمالي وكـم
ثَمُلت ْ على َشـفـتـيك َ أحلام ُالشـَّبـاب ْ
كم ُتهتُ بينَ شِعابِ ُلغزِك َحائرا ً
ومُنقـِّـبـا ً بينَ القـبـور ِ عن ِ الجـَّـواب ْ
كم لامَست ْ روحي بقايا صاحب ٍ
فرشـفـْتُ من هَـمَساتـِهِ حُلوَ الخِطاب ْ
وتوشـَّحـتـْنـا في السـُّكون ِ مــودَّة ٌ
من دِفئِها انحَسرَ الحِجابُ عن الحِجابْ
فإذا الـلـُّحـودُ عَـوالِــم ٌ ومــراتــع ٌ
وإذا القـبور ُ مدائِن ٌ خــلف َ الضـَّباب ْ
وهْم ُ الـفـَناءِ تـنـاثــرت ْ أشــلاؤُهُ
وبَدا الخلود ُ مُبدِّدا ً سُـجُـفَ السَّرابْ
فعلى المفارق ِ والدُّروب ِ تجَمَّعتْ
أرهاط ُ أحبابي وأرتـال ُ الصـِّـحابْ
أهلي وخِلاني تـآلـف َ جَـمْـعُهـمْ
فاستقبلوني بالـمَـودَّة ِ والِعــتــاب ْ
وعلى فِراش ِ الشـَّوق ِ لفلفنا السَّنـا
وتماوجتنا نشوة ُ الحُــب ِّ الـــُمـــذاب ْ
عَبق ُ المَحَـبَّـة ِ قد تـناثـرَ حَولــنــا
ومنَ الحنان ِ تأَلـَّـقـت ْ صُـورٌ عِـذاب ْ
الكـُـلُّ يـرفــُلُ بالسَّعـادة ِ والــهـَنـا
لا بائسٌ يشقى ولا عـبـد ٌ يُعـــــــاب ْ
الكــُلُّ حُــر ٌّ في مَـراتـِع ِ عــادل ٍ
لا خوفَ من ظـلم ٍ ومن ظفر ٍ وناب ْ
والعَـدل ُ مأسـور ٌ بـطـَوق ِ محبَّـة ٍ
وحَنانُهُ سيف ٌ يسود ُ على الـرِّقــاب ْ
فالـفـَرْد ُ يَحتضِن ُ الجَّـميع َتـفـانيـا ً
والكـُلُّ يسعى هـاتـِكا ً سُحُبَ الرِّغاب ْ
حُـبٌّ وتضْحيـة ٌ وخـدمَة ُ عـاجـِز ٍ
أبهى الفضائل ِ من يُدانـيها يُـثــــاب ْ
الـكـُل ُّ يَسْـعى لـلـكـَمال ِ مِـثــالـُـهُ
ربٌّ تجلـَّى سافـِرا ً وبلا حِجـــــاب ْ
الكـُل ُّ مَسْـحـورٌ بـنـور ِ جَـمـالِــهِ
وحَـنـانـُهُ شمل َ المُدان َ مع المُــثاب ْ
فغَـبَطـْتُ أصحابي على َنعْـمائِهم
وأنِفت ُ من زيف ِالد ُّنا ومنَ التـُّراب ْ
وَودَدت ُ لو أبْـقـى أسيرَ جـِنـانِهم
لا الأرضُ تجْذبني ولا وهَج ُالرِّغاب ْ
حكمت نايف خولي

الله ربي ........ الشاعر حكمت نايف خولي

  الله ربِّي لله ربِّي خالقي أتخشَّعُ.... ولغيرِه مهما علا لا أركعُ هو قِبلتي أنحو إليه وأرتجي   .... منه الرِّضى وبدفءِ حبِّه أطمعُ...