شبَحُ الرَّفيق
شبَـحٌ أتـانـي في المَنـام ِ يَقـولُ لي
أبْشِرْ صَدَقـْتَ فلا زوالَ ولا َفناءْ
شبَـحُ الرَّفـيـق ِ يَزورُني مُتهَلـِّلا ً :
هـذا أنا قد جِئـْتُ ُأصْدِقـُكَ الوَفـاءْ
فاحْضِرْ لنا ما شِئـْتَ َنشرَبُ َنخبَنا
أو ما َتشا َفلـْنشـْرَب ِ الـمَـتـَّا مَعاءْ
هَيـَّأتـُها وَجَـلـَسْـتُ غَـيـرَ مُصَدِّق ٍ
هـا قـد وفى وَأتى وَأجْزَلَ بالعَطاءْ
في كوخِنا وعلى بِساط من ثرى
رُحْنا َنعُبُّ كؤوسَنا َنخـْبَ اللـِّـقـاءْ
وَتـجـاذبـَتـْـنـا َنـشـْـوَة ٌ
ُقـدُسـيَّــة ٌ
َ
فلقد َظفرْنا بالدَّلـيل ِ على
البَـقـاءْ
ــــــــ
يَوْمَ الفـُراق ِ رَجَوتُ منه ُ إجابَة ً
عَـمـَّـا يَـراه ُ حَقـيقـة ً َخلـْفَ الـتـُّرابْ
فأتى يُثـَبِّـتُ بالحُضور ِ جَـوابَـه ُ
فرحـا ً وَامْـضـينا هُـنـَيهـات ٍ عِذابْ
رَحَلَ الرَّفيقُ بَقيتُ وَحْديَ حائرا ً
هَلْ يَقـْنـع ِالأصْحابُ من هذا الجوابْ ؟
أمْ أنـَّها صُوَرٌ ُتـزَيِّـنهـا المُــنى
ورُؤَى ً ُتطـَيِّبُ خاطِرَ القلب ِ المُصابْ
ما هَمَّني إنْ كانَ غيري قد أبى
إلا َّ الـتـَّخفـِّي في حِجاب ٍ من
َضـبابْ
أنا واثِقٌ صَحْبي بِأنـَّه ُ حاضِر ٌ
الآنَ يَـسْـمَـعُـنـا وَيُنـْحي
بالـــعِتــــابْ
خيرُ الوَفاء ِ لِمَنْ أريجُه ُ بَيننـا
حُـسْـنُ التـَّسامُح ِ لا المَزيدُ منَ العَذابْ
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق