القصيدة (دنيانا)
دُنيـانـا اليـوم
عَــجِــبـتُ لأمر دنـيــانــا ومــا فــيـهـا ومـــا كانـا
وأعـــجـبُ مــا يُـؤرقـني تَــلَـهّــيــنــا بــبــلــوانـــــا
زرعـنـــا الريــحَ من زمَنٍ ونَحـصُـدُ عَصفَه الآنـا
تِــجـــــاراتٌ وحــــانـــــاتٌ تــبــيـع الـــذّلَّ ألــوانـــا
رجــــــــالاتٌ وأعــــــــوان غـدَوا للظلم عُـنـوانـــا
غـريــبٌ أمـر قــادتِــنـــــا تـعـــامَـوا عن بـلايــانــا
فـمــنـهــم صــار أفّــاقــاً ومنهم أضحى شيطانا
ومـنـهــم كان مغـبــونــاً فصــار اليـوم غَـبّــانـــا
ومـنهـم كان ممـشـوقـاً فـصـار الـيـومَ لَـفّــــانــا 1
وأكــثَـرُهـم عَــفـــاريـــتٌ وفي الصالات رُهبانـا
وكُـفـرٌ في شـقــاوتـهـم فـلا يـرجـون غُـفــرانــــا
وقاضي العـدل مــأجورٌ يـؤدّي الــدور مَـجّـانـــا
وحـــامي الأمــن خَــوانٌ يُـداري العيش إذعانــا
وبيت الـمـــال مـنهــوبٌ فصار الطفلُ جَوعـانـا
وأهــل الرأي قـد ضَـلوا فساد الجهلُ سلطـانـا
وآفــــــــــاتٌ وأمــــــراضٌ تُغلغـلُ في خـلايــانـــا
تَـمـــادَوْا في ضلالـتهـم وخلـوا البؤس يرعـانـا
وكـم ســاقـوا لـنـا خـبـراً يَـهُـزُّ العـرش أحـيــانــا
فظلمُ الجهـل أوجـعَــنــا وعصفُ الـذل أبكـانــا
جنَـوْا من فعـل أيديـهـم على الـتـاريـخ بُـركانــا
فحالُ الحكم في وطني غَـدا ظُلمـاً وعُدوانـــا
تـعـبـنـــا من جـــهــــالـتـنـا سـئـمنـا من بَـغـايـانــا
نُـــداري جُــرحــنـــا كَـمَــداً فتذوي الروح كتـمانـا
لَـعـيــنٌ أمــرُ ســادتـــنــــا أحــالـوا الحقَّ بُهتــانــا
فــصــار الـزور مِـنـهــاجـاً وصار العـدلُ كُفـرانــا
فـــلا مـن رادعٍ يَـــنــــهـى ولا يَخشَوْنَ سُلـطـانــا
جـعـلـنــا الدين سُترتَـنـــا تَـغَـشّـــانــا فَــأردانـــا 2
نـنـاشـدهم ونـدعــوهــم فلا يبـغـون إحســانـــا
هـي الــدنـــيــا لمــارقِــنـا وســيّــدنـــا ومــولانـــا
هــو الطــاغوتُ يُسـلِمُنا لـمـن بـالشـر وافــانـــا
عـلـيـهــم لـعـنـةُ البــــاري بمـا اختـاروه عُـمـيـانـا
محمد ربــاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق